إلى الحبيبة الغائبة..!
رجعتُ إليكِ محملاً بخطأي وخطيئتي وخطاياي..!
تُبتُ إلى الله وندمتُ على ما فعلتًُ.. وتمنيتُ الغفران
تمنيتُ أن أهجر الدنيا من أجلكِ.. وأهرب من الجميع إليكِ..!
دعوتُ الله أن يجمع بيننا، وأن يفرّق بين من يفرّقون..!
جمعتُ الحب وطرحتُ العذاب وضربتُ أخماساً في أسداس..!
لأعد شهراً غِبتِ عني فيه.. وأنتظر تسعة اشهر أخرى حتى أرى نبتة حبنا..
تغدو بقلبينا وتروح بهما، تلعب بعواطفنا وتكسر مللنا، وتحتل أرضنا وسماءنا..!
فالأرض خصبة، والماء نقي، والجوارح كلها تحن، وتشتاق، وتتلهف على اللقاء..
المسألة ليست حرثاً وغرساً وزرعاً.. بل حب يجمع، وسكن ومودة ورحمة..
ليست اختراعاً بل فطرة فطر الله الناس عليها.. وحب أودعه الله في القلوب.
صدّقيني.. فاليدُ التي تضربُ هي التي تصافح..
والعينُ التي تدمعُ هي التي تفرح..
والقلبُ الذي يئنُ هو الذي ينبضُ بالأمل..
والنفسُ التي تتحسرُ هي التي تطمئنُ بالحب..
والروحُ التي تتمنى الخلاص هي التي تتشبثُ بالحياة..!
فالعينُ تراكِ، والقلبُ يحبكِ، والنفسُ تطمئنكِ، والروحُ تسكنكِ..!
حلمتُ بأن أنتصرَ في معركتي، وأستسلمَ لكِ وأرفعَ لكِ رايةَ الحب..!
سِرتُ إليكِ في طريق كله "مطبات" ونظرتُ إلى الغاية ولم أعبأ بالوسيلة..!
قطعتُ الجميع ووصلتكِ.. وغيَّبتُ الجميع وأحضرتكِ..!
روحاً شفافة تحوم حولي فتلهمني بعد أن أهملتني..!
نسمة في صيف أيامي، وردة في ربيع أيامي..!
ظلاً ألوذُ به من حرارة أيامي.. شربة ماء بعد أن اشتد الظمأ..
قطرة تروي أرضاً جافة بللتها الدموع فزادتها وحشة..
ابتسامة في نهار المحن.. قمراً في عتمة الليل..
نجمة تهدي الحائر.. وتهدئ الثائر.. وتحتوي من أحب..
يداً آخذها إليّ وتأخذني إلى فضائها الواسع..
قدماً أسعى إليها فتهرولُ إليّ بخطى متسارعة..
تجري، تلهث، تنكفئ، وتعود واقفة لتواصلَ السير..
عودي إلى مكانكِ لتري مكانتكِ..
ارجعي إلى نفسكِ لتري نَفَسَكِ يشهق ويزفر بالحب..
تعالي.. لتري قيمتَكِ قبل أن تقوم قيامتُكِ..!
ادخلي جنتي.. قبل أن تذهبي إلى ................!
محمد عبدالمعز