الحرية الشخصية
هي أن تمارس حقوقك كلها.. من مأكل ومشرب وملبس ودخول وخروج وكلام وصمت ووفاق وخصام وبُعد وقرب وسكون وحركة.. إلى آخر تلك الحقوق، ولا ضير في ذلك بشرط أن يكون كل ذلك وفقاً لما شرع الله وجاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المشكلة أن البعض يتحدثون عن الحقوق ويغفلون الواجبات.. عما لهم دون ما عليهم.. والنتيجة أننا نتحدث عن الحرية الشخصية دون فهم لها.. نفعل العيب وندعي أنه حرية شخصية.. فمثلاً يطيل الصبي شعره ويلبس قرطاً في أذنه ويعلق سلسلة في رقبته وحلقة في يده ويقول إنها حرية شخصية..!
وتفعل البنت ذلك كله بالعكس.. تقص شعرها وترتدي (الاستريتش) و(البدي) أو الـ (تي شيرت والجينز) وتظهر عوراتها مدعية أن ذلك حرية شخصية.. مع أن ذلك كله مخالف لشرع الله حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال".
أضرب مثالاً ثانياً: التدخين.. دون دخول في إحصائيات وأضرار وتحريم التدخين.. أقول: يشعل المدخن سيجارته في أي زمان وأي مكان غير مراع للأضرار التي يسببها لما يسمى (المدخن السلبي) الذي وضعه القدر إلى جواره في حافلة أو سيارة أجرة أو مكتب حكومي أو غير ذلك.. ويقول إن التدخين حرية شخصية..!
وأذكر مثالاً ثالثاً وأخيراً: عدم إلزام الآباء أو الأمهات بناتهم بالزي الشرعي مع أن ذلك فرض.. أو على الأقل المحتشم.. تحدثت مع الكثيرين من الآباء في ذلك بخصوص الزي والكلام والحياء وغيرها مما يجب تعويد البنات عليه.. فقال لي أحدهم: بلاش تعقيد.. لا تعقد البنت.. هذه حرية شخصية، وقال لي ثان: لا إكراه في الدين دون فهم لتفسير الآية الكريمة التي لا علاقة لها بما نقول..!
وقال لي ثالث: الدين يسر.. وكأن ارتداء البنت (شورت) أو (فانلة كات) أو قولها (باي باي) بدلاً من السلام عليكم أو (أوكيه) بدلاً من إن شاء الله حرية شخصية..!
المشكلة كيف يفكر هؤلاء الآباء وكيف يديرون بيوتاً جعلهم الله رعاة لها ومسؤولين عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وسلامة القلب تنبع من سلامة الفكر والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وصور الحرية الشخصية المزعومة لا حصر لها، لكنني أكتفي بهذه الأمثلة لإساءة فهم الحرية الشخصية التي تتعدد صورها وأشكالها، وأقول لمن يخدعون أنفسهم ويخدعون الناس ويظنون أنهم يخدعون خالقهم: كفاكم عبثاً.. اعلموا أن حريتكم تنتهي عندما تتعلق بالآخرين.. إذا كان الشارع له قوانين وإشارات مرور تحكمه وتنظم حركة السير فيه أفلا تكون بيوتنا أولى؟!
أقول لمن يسيء استخدام الحرية الشخصية: أنت حر بالضوابط الشرعية.. حر وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. حر وفقاً للعادات والتقاليد والأعراف التي تحض على الفضيلة وتراعي العيب وتدعو إلى الخير والحق.. وغير ذلك كله ليس حرية شخصية.. ولا يمنح حرية ولا يكون شخصية..!
أخوكم محمد عبدالمعز
أبوظبي