تشقق مدرسة يهدد 600 طالبة في دير الزور.. ونهر الفرات يكشف عيوب الدراسات والتنفيذ
(دي برس - بشار دريب )
كارثة بشرية تنتظر أكثر من 600 طالبة في مدرسة (محمد أمين الصالح) الثانوية، فالخير الذي يأتي به نهر الفرات على سكّان المنطقة الشرقية؛ لم يكن على هوى مديرية التربية في محافظة دير الزور، لتسببه بكشف الكثير من حالات الفساد المخفيّة التي بدأت بالظهور مع زيادة نسبة مياه النهر.
مدرسة (محمد أمين الصالح) الثانوية الواقعة بمنطقة الحميدية وسط مدينة دير الزور وهي المبنيّة حديثاً ومخصصة للإناث ومعروفة عند أهل المنطقة بمدرسة البنات الأولى، كانت على موعد مع مفاجأة غير سارة بعد أن بدأت المياه ترشح من أساسات المدرسة لتغطي مساحات كبيرة من القبو، حتى أنّ الأثاث الموجود هناك بدأ يسبح في هذه المياه، فأصبح بحكم الميت لكثرة ما شربه من مياه أثقلته ولفظته خارج الخدمة.
ولتفادي ما قد يحدث من مآسي، قامت المديرية هناك بإجراء بعض عمليات الصيانة الخجولة بهدف وقف تسرب المياه، غير أنّ هذه العمليات لم تفلح بوقف هذا التسرب إلى أن قررت المديرية وقف عمليات الصيانة وإبقاء الوضع على ما هو عليه.
وما يزيد الأمر سوءً هو أنّ المدرسة مكونة من ثلاث طوابق مبنيّة فوق أرضيِّة هشّة، الأمر الذي كشف العيوب الجمّة في الدراسات الهندسية التي اختارت هذا المكان، بالإضافة إلى عيوب التنفيذ التي بدت واضحة من خلال الشقوق والتفسخات في الأبنية.
وأكدت العديد من الطالبات لـ (دي برس) أنّ أبنية المدرسة وبعد التسرب الكبير للمياه من القبو بدأت بالتداعي وبدت عليها علامات الشيخوخة على الرغم من حداثتها، وهو الأمر الذي أجبر العديد من أهالي الطالبات على نقل بناتهم من المدرسة خوفاً على حياتهن.
وأكدت الطالبات أنّ المدرسة وبكل هيكلها باتت معرضة للسقوط بعد أن بدت ملامحه واضحة من خلال الشقوق في الأرضية والجدران، وبدا هذا التداعي واضحاً في أقسام كبيرة من المدرسة مثل بعض الصفوف والكريدورات بالإضافة إلى باحة المدرسة.
وبالإضافة إلى كل ماسبق فإن العديد من أهالي منطقة الحميدية في المحافظة عبّروا عن استيائهم الشديد من الرائحة الكريهة التي بدأت تنتشر في أجوائهم بسبب هذه المياه التي تسببت بالعديد من الحالات المرضية عند الطلاب نتيجة انتشار الجراثيم، وفوق كل هذه المعاناة التي يعيشها الطلاب وأهلهم على حدٍ سواء بدأت تظهر على الطلاب حبوب اللاشمانيا نتيجة تكاثر ذبابته في تلك المياه الراكدة.
وما يحدث في مدرسة (محمد أمين الصالح) كان شبيهاً بما حدث في عدّة مدارس بدمشق من حيث تعريض حياة الطلاب للخطر بعد ظهور تشققات في البنية الإنشائية، ما ارتسمت وبوضوح على الأعمدة والدرج، والباحة التي عانت من هبوط حاد، على حين تفجر نبع للمياه الجوفية في قبو إحدى مدارس مشروع دمر وأخذ يزداد نشاطاً عند كل فصل شتاء من السنة.