حياة المصلي والذي لا يصلي

بسم الله الرحمن الرحيم ,
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وسلم ..

أنا أريد الفرق في الدنيا ، حينما تلتقي بإنسان مصلٍ ، وتلتقي بإنسان لا يصلي ، هل تجد فرقاً كبيراً ؟ أو لو جلست مع اثنين ، ولا تعلم أيهما يصلي ، هل تكشف من الذي يصلي ؟

1) الغير مصلـّي ..

* قال تعالى : (إن الانسان خلق هلوعا)
وقد قال العلماء : حيثما وردت كلمة إنسان معرفة بـ ( أل ) فهو الإنسان قبل أن يؤمن :

*قال تعالى ان الانسان لظلومٌ كفار)
إن الإنسان خُلق في أصل خلْقه هلوعًا ، في أصل فطرته ضعف خلقي لا ذنب له به ، هكذا جبله الله ، هكذا خلقه الله ، هكذا فطره الله :

* قال تعالى : (ان الانسان خلق هلوعا)
شديد الخوف ينخلع قلبه لشبح مصيبة ، لتقرير طبي ينبئه بمرض عضال ينتهي به إلى الموت ,
يخاف على وجوده ، يخاف على سلامة وجوده ، يخاف على كمال وجوده ، يخاف على أهله ، يخاف على أولاده ، أي في أصل خلقه خوف شديد .

* قال تعالى: ( اذا مسه الشر كان جزوعا)
غير المصلي جزوعٌ مضطرب . اي ينهار ويضطرب .

* قال تعالى : ( واذا مسه الخير كان منوعا)
مسه الخير يقتّر على من حوله ، قد ينفق على نفسه الملايين المملينة ، أما على غيره فيعطي أقلّ مما ينبغي . ولكن الله استثنى من كل هذه الصفات ( المصلين) ..
ما الفرق بين الذي يصلي والذي لا يصلي ؟

قال تعالى : (إن الانسان خلق هلوعا* اذا مسه الشر جزوعا*واذا مسه الخير منوعا* الا المصلين*) "سورة المعارج"

..
من صفات المصلي :

1) المصلي فيه سكينه ووقار المؤمن الواثق من ربه. بعكس الغير مصلي
2)المصلي مرتاح البال طيب النفس حسن الاخلاق. بعكس الغير مصلي
3) المصلي تجد ريحه طيبه , بعكس الغير مصلي
4)المصلي لا يخاف من المستقبل ويؤمن بقضاء الله وقدر فلا ييئس على مافات ولا يجزع من القادم. بعكس الغير مصلي.
5)المصلي يستقبل يومه بالصلاه , و يختمها كذالك بالصلاه .. فلا خوف عليه , بعكس الغير مصلي.

المصلي يرى أن أمره بيد الله وحده ، وأن الله يعلم ، يعلم سره وجهره ، يعلم نياته الطيبة ، يعلم استقامته ، يعلم عمله الصالح ، وأن الله لا يضيعه ، ولا يستوي المحسن مع المسيء .
مثلاً :
قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم سآء مايحكمون) "سورة الجائيه"

أريد أن أؤكد أنك إذا كنت تصلي حقيقةً فلا يمكن أن تصاب بهذه الأمراض التي هي في أصل خلقك ، شدة الخوف ، الانهيار ، الكآبة .
والله أيها الإخوة ، يكاد مرض الكآبة يكون أكثر الأمراض انتشاراً في الذين لا يصلون ، يشكون مرض الكآبة ، الخوف ، القلق لأنه لا يصلي ، لأنه لا يعلم أن الأمر بيد الله ، لأنه لا يعلم أن الله عز وجل هو الفعال :
قال تعالى ( وهو الغفور الودود*ذو العرش المجيد* فعال لما يريد)"سورة البروج"

تجلس مع انسان لا يصلي تكاد ان يجن جنونك من شدة كآبته وخوفه من المستقبل حتى انك لاتستطيع ان تتحدث معه
( إن الانسان خلق هلوعا* اذا مسه الشر جزوعا*واذا مسه الخيرمنوعا)
سوداوي ، متشائم ، قلق ، محبط ، يائس , خائف من المستقبل
مادام هناك تشاؤم ، وسوداوية ، ويأس ، وإحباط ، وقلق ،
هذا الشعور شعور إنسان لا يصلي . وان كان يصلي فهو يؤديها تأدية فقط , ولكنه لا يقيم صلاته , فهناك فرق بين المقيم الصلاه والذي يؤدي الصلاه.

تطمينات وضمانات الله للمصلي العابد :
1 – عدم تعذيبهم :
أما حينما تتصل بالله فلك عليه حق ، الله عز وجل أنشأ للمؤمن حقاً عليه :
قال تعالى : (وماكان الله معذبهم وانت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون)

2 – التسليم بالقضاء والقدر :
قال تعالى قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )

3 - عدم الخوف والحزن :

(ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا)

4- الحياه الطيبه :
(من عمل صالحا من ذكر وانثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبه)

هذه التطمينات أقوى من كل شيء ، أقوى من كل ظرف ، أقوى من كل معطيات ، أقوى من كل ظروف .
ما لم يكن هناك فرق صارخ بين من يصلي ومَن لا يصلي فلن نقطف ثمار الصلاة ، إنها صلاة جوفاء .
الآية : (ان الانسان خلق هلوعا * اذا مسه الشر منوعا * واذا مسه الخير منوعا * الا المصلين* الذين هم على صلاتهم دائمون)

معنى : على صلاتهم دائمون :
أي لا ينامون ؟ لا يأكلون ؟ لا يعملون ؟ لا يذهبون إلى أعمالهم ؟ لا ليس هذا هو المعنى ، هو يصلي الصلوات الخمس ، لكن بين الصلاتين مع الله ، بين الصلاتين مع الله بالدعاء ، مع الله بالاستغفار ، مع الله بالابتهال ، مع الله بكل جوارحه ، هذا معنى : ] دَائِمُونَ [ .

(والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم * ) "سورة المعارج"

من الصفات المادية للمؤمن :
يؤدون زكاة أموالهم عن طيب نفس .

(والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم* والذين يصدقون بيوم الدين ) سورة المعارج.
(انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) "سورة ص"

========

احاديث نبويه في اثر الصلاة على المؤمن :

لذلك :
(( الصلاة عماد الدين )) .

[الجامع الصغير عن عمر]

(( كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة )) .
[أبو داود عن حذيفة ]
وكان يقول : (( أرحنا بها يا بلال )) .
[ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد]

خلاصة الفروق بين المصلي والغير مصلي :

حينما تصلي تشعر براحة ، تشعر أنك أديت واجب العبودية لله عز وجل ، تشعر أنك تحت مظلة الله ، تشعر أن الله لا يتخلى عنك ، تشعر أنك في رعاية الله ، في حفظ الله ، في تأييد الله ، في توفيق الله ، تشعر أنك بأعيننا كما قال الله عز وجل : (فإنك بأعيننا)
أي ما لم تتبدل حياتك تبدلاً جذرياً ، ما لم تنعطف انعطافاً نوعياً بعد الصلاة فابحث عن صلاة ترفع معنوياتك .
الانهيار والضعف ، والشعور باليأس والخذلان ، والإحباط ، هذه الأمراض بدأت تستشري في البشر وهم علاجها ..

فاحمد الله ان هداك لها ايها الهلوع الجزوع .

الموضوع : تراويح 7 رمضان : ما الفرق بين المصلي وغير المصلي –30/09/2006 - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .

وإقامة الصلاة بالطبع يختلف كثيرا عن أدائها، فكل واحد يستطيع أن يؤدي الصلا
ة لكن ليس الكل يستطيع أن يقيم الصلاة لأن أداءها شيء وإقامتها شيء آخر

قال تعالى: ({ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }) ثماني مرات
وقال({الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ )) ست مرات

ولم يقل أدو الصلاة أو يؤدون الصلاة ولو مرة واحدة لأن الله لا يريد صلاة
بلا روح فما معنى الأداء والإقامة

أما أداء الصلاة : الإتيان بأركانها كاملة
أما إقامة الصلاة : فبالإضافة إلى الأركان لا بد أن يكون فيها الخضوع والخشوع، وكذلك أن تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر

قال صلى الله عليه وسلم
: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له))
يقال قامت السوق : إذا نفدت بضاعتها، ولا تنفد البضاعة إلا إذا كانت جيدة

قال الله تعالى في وصف النبي والذين آمنوا معه:
({مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29)( سورة الفتح)
والكفار هنا بمعنى : الزراع أي الفلاحين، فالفلاح يسمى في اللغة كافر
لأنه يغطي الحب، والكافر في الشرع يسمى كذلك لأنه يغطى حقيقة الدين
فمن أقام الصلاة كما ينبغي يجب أن يتحلى بكل صفات الخير
وينتهي عن كل صفات الشر لأن صلاته تأمره بذلك بنص الحديث

وما نراه في وقتنا الحاضر أن السواد الأعظم يؤدون الصلاة ولكن لا يقيمها إلا القليل

فهل آن الأوان لننتقل من الأداء إلى الإقامة ؟؟؟؟
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والقيام بكل ما تمليه
علينا شريعتنا السمحة من واجبات إنه نعم ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جزاكى اللة خير اختى الكريمة
دلوعة القمر

kathy كتب:: جزاكى اللة خير اختى الكريمة
دلوعة القمر

مشكور أخى الكريم على مرورك العطر بارك الله فيك

جزاكى الله خيرا وبارك الله لكى