هذا هو القضاء .. فهل لنا من لقاء ؟؟
ها أنا قد أمسكت بقلمى من جديد، ولا أدرى ماذا أقول !!
مشاعرى متضاربة لا أستطيع التمييز بينها، ولكن السعادة حتما ليست من بينها.
أشفق على هذه الورقة البيضاء، وتلك الأسطر الرقيقة من أن أسرد عليها مشاعرى، أو أبوح إليها بمكنون فؤادى.
ماذا دهاك أيها القلم .. هل جف حبرك أم انعقد لسان حالك ؟!.
أكتب أيها القلم عن عذابى وعن معذبتى، أكتب عن إمرأة خطفت قلبى ثم تلاشت وسط غابات الضباب الكثيفة، أكتب عن المرأة التى تملكت كيانى ووجدانى، ثم حبستنى فى قمقم حبها فلم يعد لى منه مناص.
حاولت أن أنساها .. لكن كيف لرجل أن ينسى نفسه واسمه؟! .. كيف ينسى ماضيه وحاضرة .. بل ومن المؤكد مستقبله أيضا .. كيف أنساها ؟؟!!
كيف أنسى من أردت أن أهديها الشمس فى علبة حمراء صغيرة يوم لقائنا الأول؟!
كيف أنسى من أصبحت بحبها ملكا أملك الأرض من الصين إلى المغرب ومن قبرص إلى قرطبة ؟!. بل كيف أنسى من صار حبى لها كالماء والهواء والسمع والبصر؟!
أحببتها بكل ذرة فى فؤادى، فالقلب ينبض بإسمها والعين ما غاب عنها بهاء وجهها، والأذن ما راح منها نغم صوتها.
هى حبى الأول الذى ندمت على أى إحساس سبقه إلى قلبى، هى الداء والدواء والعلة والشفاء.
لن تغيبين عن بالى يوما يا حبيبتى .. لن أنساكى ولو نسيت الدنيا بأسرها .. سأظل أهواك كما وعدتك حتى أخر لحظة من عمرى.
سأظل طيلة حياتى ألجأ إلى تلك الأماكن التى حدثتك فيها، وأحن إلى تلك الأشجار التى هاتفتك من تحتها.
أنتى الماضى، وأنتى الحاضر، وأقسم أن لن يكون فى المستقبل إلا أنتى.
لن أرى فى الدنيا نساء إلا أنتى، ولن أسكن قلبى إمرأة إلا أنتى .. فيا لعنتى وشقائى وعشقى وغرامى .. البعد والعذاب على مكتوبان، رضيت بهما وسلمت للقضاء.. لكننى يوما لم أفرط أبدا فى أمل اللقاء.