المحاولة السادسة
صورتان مختلفتان..!
"المرأة الصالحة: من إذا نظرت إليها سرّتك، وإن أمرتها أطاعتك، وإن غِبتَ عنها حفظتك في نفسها ومالك".
يكون الزوجان في فترة الخِطبة متقائلين، مبتسمَين، متحابَين، يحرص كل منهما على إرضاء الآخر، بل ويبذل كل ما في وسعه لإسعاده، لكن بعد الزواج يختلف الوضعُ تماماً..!
تعتبر الزوجة أنها وصلت إلى ما تريد، فتهمل نفسها، وبيتها، وزوجها، فالحرص على البيت يكون عندما يزورنا أحد، والحرص على الجمال والأناقة والصورة الجميلة يكون عندما نزور أحداً..!
تتغير الأولويات بالنسبة لها، فبعد أن كان الزوج في قمتها، يصبح في آخرها.. إن كان ضمن هذه الأولويات..!
معنى ذلك أن في البيت خللاً.. فكيف نسده؟!
ومعناه أيضاً أن بيننا "فجوة" فكيف نردمها؟!
قبل أن يفكر الزوج في الخروج من البيت يجب أن ترغّبيه في دخوله!.. فالزوجة قادرة على أن تجعل زوجها لا يبرح البيت أبداً، وقادرة أيضاً على أن تجعله لا يطيقه..!
أنتِ جنة زوجك وناره.. فاجعليه يستمتع بهذه الجنة، وابعديه –قدر استطاعتك- عن تلك النار التي لن تحرقه وحده، بل رما تحرقك أنتِ قبله..!
الأمر بسيط جداً.. رتبي بيتك ونظفيه قبل أن يعود زوجك.. البسي أحلى الثياب، وتعطّري بأحلى العطور.. عفي نفسكِ عن غيره وعِفيه عن غيركِ.
احرصي على رضاه قبل الناس جميعاً، كوني طيبة الجوهر والمنظر، وعندما يعود قولي لي: "حمداً لله على سلامتك، أعانك الله، تتعب كثيراً من أجلنا، بارك الله لنا فيك، وفي عملك وعمرك".
كثيرة هي الألفاظ التي تخفّف التعب، وتيسّر العسير، وتترك أثراً طيباً في نفس الزوج يدفعه إلى البيت ومن في البيت..!
وأنتَ أيضاً قادر –عزيزي الزوج- على أن ترغّب زوجتك فلا تهتم بأحد –أبداً- قدر اهتمامها بك.. تقول لها إن البيت بيتها، وهي سيدته لتهتم به.
اجعلها تشعر بأنها في "عش" جميل.. عندها "ستطير" من الفرحة.. و"ستحط" رحالها في البيت، وتجعله جهتك الأصلية التي ستعود إليها مهما شرّقت أو غرّبت..!
تستطيعين –عزيزتي الزوجة- سد الخلل بفتح باب قلبك له، ترضيه إن غضب، وتعاتبيه إن غضبتِ، تسامحيه إن اعتذر، وتعتذري له إن أخطأتِ، فأنتِ منه وهو منكِ، والعمرُ أقصر من أن نضيعه في من المخطئ ومن المصيب؟!
بإمكانك –عزيزي الزوج- "ردم" الفجوة قبل أن تتسع وتعجز –أنت وهي- عن ردمها، فلا داعي لنبش الماضي، ومحاسبتها عليه، واغفر، ولا تكن ظالماً، فالظلمُ ظلمات يوم القيامة.
إن جاءتك معتذرة اصفح عنها ولا تعنّفها، فهي ليست معصومة و"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".. فكيف نطلب المغفرة من الله ونحن لا نغفر لبعضنا؟!
تقدر –عزيزي الزوج- على فعل الكثير، بما منحك الله، فبادر إلى مد يدك إليها وهي لن ترفضها لأنها تتمناها..!
لا تقسُ عليها كي تعطيك حنانها، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "........ اتقوا الله في النساء فإنهن عوان (أسيرات) بين أيديكم....".
أي أن زوجتك أسيرة فخلّصها من هذا الأسر وأسرها بمعروفك واشملها بكرمك "فإن أكرمت الكريم ملكته...".
تصور أنك تكون مالكها، وهي مليكتك، وتسعيان معاً إلى رضا الملك الذي فرض عليها طاعتك، وعليك حُسن عشرتها..!
إحساس جميل، وتحقيقه ليس مستحيلاً إذا خلصت النوايا، وأتصور أنها خالصة، ويبقى الاتفاق على الوسائل فقط، لأن الغاية واحدة.
تقول: كرامتي قبل حبي..!
يقول: كرامتي قبل كرامتكِ..!
أقول: وحِدا الكرامتين، فكرامتكما مع حبكما، والعكس، فهما متلازمان.. ولابد أن يكونا كذلك..!
محمد عبدالمعز
موضوع: المحاولة السادسة.. صورتان مختلفتان..! 
السبت 28 نوفمبر 2009 - 1:14
