المال.. نعمة أم نقمة؟!
للمال دور مهم في الإسلام، وقد أثنى الله عز وجل على الغني الشاكر وكذلك على الفقير الصابر.. والإسلام ليس ضد الغنى بل مع الغنى المشروع الذي يخدم الغرض الذي خلقنا الله من أجله: "وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
وقد خدم عثمان بن عفان رضي الله عنه الدعوة بماله وقدم لها الكثير، ويكفي أنه جهز جيش العُسرة، وكذلك فعل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وغيرهما الكثير، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا تركت لأهلك؟ قال:تركت لهم الله ورسوله.
ويجب أن يكون المال وسيلة وليس غاية.. فإذا أصبح غاية فقد وسيلته وأصاب صاحبه بالطمع والجشع وجعله لا يقنع لو حيزت له الدنيا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أُعطي ابن آدم واديان من ذهب لطلب ثالثاً ولا يملأ عيني ابن آدم إلا التراب".
و"الغاية لا تبرر الوسيلة" في الإسلام، بل لابد أن تكون الغاية مشروعة والوسيلة كذلك، فلا يعقل أن يسرق المسلم لكي يتصدق مثلاً..!
والله طيب لا يقبل إلا طيباً.. فالمال يجب أن يكون حلالاً حتى ينفق في الحلال.. والله غني عن الحرام.. ويجب ألا ننخدع بالمساجد التي يبنيها بعض الفنانين.. ولا بما يسمى "موائد الرحمن" في رمضان..!
وقد ذُكر المال قبل الأولاد لحكمة أرادها الله جل وعلا حيث يقول سبحانه: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا".
ويقول بعض أهل العلم: إن المال سُمي بهذا الاسم لأنه مال بصاحبه عن الحق.
وقد أبلغ علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف المال فقال:
رأيتُ الناسَ قد مالوا إلى من عنده مالُ
ومن ليسَ عنده مالٌ فعنه الناسُ قد مالوا
رأيتُ الناسَ قد ذهبوا إلى من عنده ذهبُ
ومن ليس عنده ذهبٌ فعنه الناسُ قد ذهبوا
رأيتُ الناسَ منفضة إلى من عنده فضة
ومن ليسَ عنده فضة فعنه الناس منفضة
والخلاصة أن المال يجب أن يكتسب مما أحل الله وينفق فيما شرعه سبحانه.. ولابد من التخلص من التحايل على الحرام كتسمية الربا مثلاً فائدة.. أو أكل مال الوارثة بأن أهلها لا يورثون البنات.. أو أكل مال الأخ بحجة أنه غني..!
وكم أهلك المال من جمعوه وباع من اشتروه وأضل من اتخذوه أولاً وأخيراً وعاشراً ولم يبالوا من أين أخذوه وإلى أين سيأخذهم؟! ولنا معه هؤلاء وقفة أخرى إن قدر الله لنا البقاء واللقاء.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا الحلال الطيب وأن يبارك لنا فيه وأن يعيننا على الإحسان إلى خلقه وصلة أرحامنا، وعلى تسخير ما رزقنا في طاعته وخدمة دينه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محمد عبد المعز
أبوظبي
موضوع: المال.. نعمة أم نقمة؟! 
الخميس 18 يونيو 2009 - 5:26
