كتب /ممدوح العشري
الخطاب الذي ألقاه باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للعالم الإسلامي في مصر الأزهر.. كان دعاية من أكبر الدعايات للإسلام وللأزهر الشريف.. هذا الخطاب فرض علي الاعلام المصري والاسلامي دوراً يجب أن يلعبه في الفترة القادمة.. فكيف يتم هذا الدور خاصة علي الصعيد العالمي لترسيخ المبادئ الإسلامية الصحيحة والسمحة في النفوس والعقول الغربية؟
د. شعبان شمس عميد كلية الاعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر أكد علي ان الرئيس الأمريكي أوباما قام بعمل حملة إعلانية واعلامية كبري وقوية في رسالتها وفي مصدرها.. ولم نكن نحلم في يوم من الأيام أن ننفذ مثل هذه الحملة.. لأن من قام بها تروجياً وتسويقيا لأفكار الاسلام ومبادئة السمحة هو أكبر حاكم لأكبر قوة في العالم.. اضافة الي جماعية التعرض لوسائل الاعلام التي عرضت الخطاب لأكثر من 2 مليار مشاهد كانوا ينتظرون في آن واحد.. ماذا سيقول أوباما عن هذا الدين وعن معتنقيه وقد كان الخطاب من أرقي لغات الأداء.. ولا يمكن لأي مخطط إعلامي أن يحلم بها.
اجترار الماضي
أضاف: وهذا الخطاب نموذج للتدريس في كليات الاعلام.. ليؤكد علي كيفية نجاح الرسالة الاتصالية في الاقناع.. وأري انه لابد وان تكون وسائل الاعلام العربية والاسلامية بأنواعها المختلفة المطبوعة والمسموعة المرئية علي مستوي الحدث.. وألا تغلب عليها العواطف واللاعقلانية.. واجترار الماضي كثيراً.. لأن الانسان لن ينال في حياته كل شئ.. ولابد وان نكون معتدلين فيما نبثه من رسائل حول الحدث وما نتج عنه.. وألا نستضيف من يحب الاثارة او من لهم أغراض أو ارتباطات بجهات معينة.. ولكننا نحتاج الي شخصيات قيادية في مجال الدعوة الإسلامية تنتمي الي مؤسسات محترمة.. ويجب أن نقلل من الوقوف عند الرؤية التاريخية بأن العرب هم أساس العلوم الحديثة والصناعة والزراعة.
متناسين بأننا لم نقدم الي مجتمعاتنا ما يحثها علي التقدم وان يكون لها مكان تحت الشمس من خلال الابتكار والاختراع والانتاج.
المنولوج والديالوج
الإعلامي الكبير د. حسن علي رئيس شبكة الموجهات سابقا.. والمشرف علي البرنامج العبري في قناة النايل تي في.. أشار الي ان دور الاعلام يتمثل في أن نخرج من إطار المنولوج الي الديالوج.. بمعني ان نحاور الآخر.. ولا نحاور أنفسنا فاذا كان باراك أوباما قد طرح مبادرة طيبة جداً للتسامح مع الاسلام والغرب فإن علينا كعرب ومسلمين أن نستخدم الأدوات الاعلامية السليمة لمخاطبة الآخر الأوروبي والأمريكي بما يوضح الحقائق الأساسية للدين الاسلامي أولاً.. وللحقوق المشروعة ثانياً.. فاذا كانت الدعاية الصهيونية والاسرائيلية نجحت في تصوير مقاومة الاحتلال والبحث عن الحرية والاستقلال علي انه ارهاب.. جاء باراك أوباما ليوضح ان هذا ليس ارهابا.. وان علي الفلسطينين ان يستخدموا أساليب وطرقاً سياسية لمقاومة الاحتلال مثلما فعل السود في الولايات المتحدة بزعامة أرثر لوثر كنج.. كما ان باراك أوباما اعلن صراحة انه اذا كان هناك قلق بين المواطنين الإسرائيليين من الصواريخ والقذائف التي تطلق نحوهم فإن هذا مرتبط بالمعاملة المهينة والاحتلال والظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
تفسير وتوضيح
أضاف ومن هذا المنطلق يجب علي الاعلام ان يستخدم الأدوات التي يمكن أن تفسر وتوضح ما دعا اليه الرئيس أوباما من ضرورة انهاء الاحتلال والتوصل الي الحل القائم علي الدولتين لأن هذا هو المخرج الأساسي بل والوحيد لتنعم الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل بالاستقرار والأمان والتعايش السلمي.
نقطة تحول
د. جمال الدين حسين أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر قال: لقد شهد العالم كله بالأمس القريب نقطة تحول خطيرة في تاريخ العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي.. تجلت تلك العلاقة في الخطاب الذي القاه الرئيس الأمريكي بجامعة القاهرة والذي أعلن فيه مدي مرونته ومدي تقبله للأديان بصفة عامة.. وللدين الإسلامي بصفة خاصة.. ولعب الاعلام دوراً خطيراً لإبراز هذا الحدث العظيم وذلك من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.. وهذا يدل علي وعي الاعلام المصري بكافة أنواعه بطبيعة المرحلة التي نعيش فيها.. وتقع علي عاتق الاعلام في الأيام القادمة أداء ادوار خطيرة في تدعيم هذا الموقف الإيجابي للرئيس الأمريكي وذلك بإبراز الصورة الحسنة للإسلام.. والتي ينبغي أن يعرفها العالم كله.
مرونة الإسلام
يضيف: وينبغي علي القائمين علي وسائل الإعلام في المرحلة القادمة التركيز علي إظهار ما في هذا الدين من مرونة وتقبل للآخرين علي المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. كما ينبغي عليهم أيضاً تسليط الضوء علي أهم المشكلات المعاصرة والتي يستطيع الدين الإسلامي حلها للعالم.. لأن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان.. يقول تعالي: "إن الدين عند الله الإسلام"".. وأكد القرآن الكريم أن الدين الحنيف اشتمل علي كل ما تحتاج إليه البشرية لقوله تعالي: "ما فرطنا في الكتاب من شيء".. كما بين لنا الرسول صلي الله عليه وسلم مدي صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان في قوله: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا.. كتاب الله وسنتي".. وعلي ذلك يجب علي وسائل الإعلام في الفترة المقبلة أن تبين للعالم الوجه المضيء للإسلام.. لأن العالم اليوم أكثر تطلعاً وتعطشاً لمبادئ الإسلام ومعرفتها علي الوجه الصحيح.. والإعلام هو الأقدر علي لعب هذا الدور بتوصيله إلي القطاعات العريضة في المجتمعات المختلفة مع التركيز علي السلوك العملي أكثر من مجرد الكلام.. وسيكون لهذا مردوده الطيب لإظهار ديننا الحنيف بالصورة اللائقة به في شتي أنحاء العالم. فما رايكم اخوانى فى اقتراح اوباما