في زمن عزت فيه معاني التضحية. .. السلام عليكم..
اليكم القصة بلسان الشاب نفسه ..
عشنا معا وتربينا حتى كبرنا أنا وحبيبتي دائما متلازمين
حيث كانوا جيرانلنا وكانت تربطنا علاقة صداقة قوية
وكنا نحن الصبيان والفتيات وأطفالا نجتمعيوم لنلهو ونلعب في
أزقـّة الحي وعندما كبرنا قليلا وبدأت ملامح الرجولة المبكرةتظهر على
معظمنا احتجبت الفتيات عنا بحكم العادات والتقاليد التي لم نكن ندركمعناها
حينها وكثيرا ما أقول لوالدتي بعقلية الطفل البريئ عن إشتياقي لها ورغبتي
فيالعودة للعب معها ولكنها دائما تفاجئني بقولها أنني كبرت وأصبحت رجلا
كما أن البنتكبرت ولم نعد أطفالا لنلهو ونلعب سوية .. وهكذا أخذت أتحين
الفرص كي أراها أو أتحدثمعها كسابق عهدنا أقف عند باب مدرستها أنتظر
خروجها وأتطوع دوما لإيصال أي شي تريدأمي إرساله لبيتها أزورهم دوما لأسلم
على إخوتها أو أسأل عما قد يحتاجونه ,., وأقضيبقية يومي أدور حول بيتهم
لعلي أراها إني أحبها فعلا هذا ما أدركته وهي أيضاتبادلني نفس الشعور ولكن
لم يكن بيدها أن تفعل شيئا .. لم يمض وقت طويل حتى علمالحي بأسره بقصتنا
وأخذ البعض يتغامزون بسخرية عليّ فيرثون لحال العاشق الولهانالذي سيقتله
الفراق ..حتى وصلت هذه الأحاديث لمسامع أهلها فثار والدها و إخوتها علىهذا
الموضوع وشكوا لوالدي أفعالي متهمينني بالإساءة اليهم كما منعوها من
الخروجللمدرسة لفترة طويلة وهكذا حرموني من رؤيتها ؟؟ ولكني لم أستطع
نسيانها أو مجرّدالتفكير في الإبتعاد عنها وكنت متأكد أنها تعاني مثلي !!!
فساءت صحتي كثيرا وأصبحتهزيلا خائر القوى شارد الذهن على الدوام كما أهملت
دراستي ولم أعد أخرج مع أصدقائيأو أهتم بإحتياجات أسرتي
ولما طال بي الحال أشفقت عليّ والدتي واقترحت أننخطبها
حينها دبت الحياة في جسدي من جديد وعاد الأمل في لقائها يتجددبداخلى
وبالفعل تقدم أهلي لخطبتها ولكن صدموني برفضهم فعلى حد قولهم كيف
يزوجونابنتهم شاب مستهتر مثلي لا يراعي حرمات الجار ولا يخجل من ملاحقه
ابنتهم في كل مكان؟؟ بل وهددوني بالضرب لو تعرضت لها ثانية.. أو حاولت
الاتصال بها !! ومع ذلك لمأيأس أبدا وعدت ولتكرار طلبي مرارا كما توسّط لي
عندهم العديد من كبار العائلة حتىجاءت الموافقى.. وعقدنا القران وكدت أجن
من فرط سعادتي فها أنا سأجتمع أخيراً بحيبةالعمر ... وفي أحد الأيام فوجئت
بشقيق خطيبتي يخبرني بأنها مريضة وقد أغمى عليهاوتم نقلها للمستشفى وعندها
جن جنوني وطرت مسرعاً للمستشفى ..وقد شل تفكيري وكادقلبي أن يتوقف عن
النبض وعندما وصلت منعوني من رؤيتها بزعم أن حالتها لا تسمح بذلكفأخذت
أسأل الجميع عما أصابها .. ولكني لم أحصل على جواب شاف وتكررت
زياراتيللمستشفى عدة أيام.. على أمل السماح لى برؤيتها حتي فؤجئت بوالدها
يخبرني بعدمإمكانية رؤية خطيبتي ويجب أن أصرف النظر عن مسألة إرتباطنا
لأنها لم تعد قادرة علىالزواج لم أقتنع بهذا الكلام فثرت عليهم جميعا
مطالباً بحقي
في رؤيتها مهما كلّفالأمر ودخلت لرؤيتها وكانت في حالة يرثي لها
وتألمت كثيراً للحالة التي كانتعليها من الوهن والألم وزاد حزني أنها كانت
تتحاشى النظر لي وأعادت ما قاله ليوالدها فطار عقلي وامتلأت عيوني بدموع
وأخذت أهذي بكلام لا أعيه ؟؟؟
وخرجت مسرعلحجرة الطبيب علّني أسمع منه ما عجز الجميع حتى حبيبتي إخباري
به فأخبرني الحقيقةالمرّة وهي أن حبيبتي مصابة بالسكري لدرجة متقدمة لم
ينتبه لها أحد وأنهم اضطروالقطع ساقها التي تلفت من مضاعفات المرض بينما
بدأت الساق الأخرى تعاني أيضا وقدتلقى نفس المصير وأنها قد لا تتمكن من
الزواج ليس فقط لحالتها الصحية التي تحتاجلعناية فائقة وأنما أيضا لحالتها
النفسية التي قد لا تتكيّف بسهولة مع واقع المرضورغم كل ما قيل
وما حاول الجميع إقناعي به للتخلي عن خطيبتي إلا أنني لم أهتموزاد إصراري على التمسك بها
فأنا لم أحب فيها الجسد لكي أتركها عندما إعتلّوأمام إصراري على إتمام
الزواج بعد خروج حبيبتي من المستشفى رضخ الجميع بمن فيهم هيلرغبتي بعد أن
وصفوني بالجنون لتمسكي بها وعشت معها ثمانية أشهر قضينا أياما كثيرةمنها
في التردد على المستشفى ولكن مشيئة الله قبل ثلاث سنوات بأن تصاب بغيبوبة
سكركانت القاضية حيث توفيت على سريرها إثر نوبة سكر لم تمهلها لتوديعي
فاستيقظت صباحاًلأجدها جثة هامدة بعد أن فاضت روحها للخالق عزّ وجل لذا
قررت أن أُبقي منزليوأغراضها كما هي تخليداً فبالرغم من مرور ثلاث أعوام
على وفاتها إلا أنني أشعر أنهامعي فقد منعت أهلي من تغيير أي شيء في
المنزل لكي أراها في كل مكان وكم تمنيت أنتنجب لي طفلة تكون إمتدادا لها
ولكم قدرها سبق إرادتي !!!