حقوق الجيران
1) كف الأذى :
أخي كثير من
التصرفات مع الجيران تعتبر معابر إلي الجنة والعكس فإن الكثير منها تعتبر مزالق
إلي النار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) مسلم
البوائق : جمع بائقة وهي
الأذى والشرور
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ) ... قيل يا
رسول الله من ؟ قال : ( الذي لا يأمن جاره بوائقه ).
وتذكر
هذه القصة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( قال
رجل : يا رسول إن فلانة يذكر
من كثرة صلاتها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها . قال صلي الله عليه وسلم : هي في النار ) الحاكم جيد
ومن
صور إيذاء الجارة لجارتها :
1-
إيذائها باللسان بالغيبة والنميمية والألفاظ السيئة
2-
وضع سلة القمامة أمام بابها أو إلقاء القمامة في طريقها.
3-
تنفيض السجاد عليها بدون إخبارها واستئذانها.
4-
رفع صوت الراديو أو التليفزيون لتسمعها ما تحب وما تكره.
5-
نشر الغسيل فوق غسيلها.
6-
خروج أولادها بكل ما تشتريه أمام أولاد الجارة.
7-
لعب الأولاد في الشقة والقفز واللعب العنيف.
8-
الإيذاء المعنوي بنظرة التحقير أو الحسد أو التكبر عليها.
أخى اذكرك في النهاية بحديث رسولنا صلي الله عليه وسلم
( أول خصمان يوم القيامة جاران ).
2) الإحسان إليه:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( اتق المحارم تكن اعبد الناس وارض بما
قسم الله لك تكن أغني الناس وأحسن إلي جارك تكن
مؤمناً وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت
القلب).
فالإحسان إلي الجار علامة
إيمانك فحافظ عليها.
ومن صور الإحسان إلي
الجار
1-
إلقاء السلام عليه والتبسم في وجه عند
لقائه وتذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم ( تبسمك
في وجه أخيك صدقة ) . ( ألا أنبئكم بشيء إذا
فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ).
2-
مشاركته في أفراحه وتهنئته إذا أصابه
خير : فلا بد أن تظهر له فرحتك بأي خير فتشعر فعلاً بحبك له وسعادتك بما هو
فيه من سعادة فيزداد حبه لك.
3-
مواساته ومحاولة تخفيف آلامه وأحزانه
إذا أصابه شر أو مصيبة . قال صلي الله عليه وسلم
( من عزي مصاباً فله مثل أجره ) ويستحب في هذه
الظروف الوقوف بجانبه وصنع الطعام له ولأولاده.
4-
إقراضه إذا
احتاجت إلي قرض : فمن حق الجار على جاره أن يساعده إذا شعر بحاجته من غير أن تسأله.
5-
عيادته إذا مرض أو أحد من أهل بيته.
عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول
الله صلي الله عليه وسلم يقول :
( ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلي عليه سبعون ألف ملك حتي يمسي وإن
عاده عشية إلا صلي عليه سبعون ألف ملك حتي يصبح وكان
له
خريف في الجنة ). الترمذي وقال
حديث حسن
6-
الرفق بأولاده ومعاملتهم معاملة حسنة
وطيبة.
فلا تجعل اختلاف الأولاد مع بعضهم
سبباً لأن تخسر جارك بان تسيء إلي
أولاده ولكن عاملهم كأولادك وكما تحب أن يعامل أولادك
من جارتك.
3) احتمال الأذى
منه :
فليس
حق الجوار كف الأذى فقط بل احتمال الأذى.
جاء
رجل إلي ابن مسعود يقول له : إن لي جاراً يؤذيني ويشتمني ويضيق على فقال له بن
مسعود ( اذهب فإن هو عصي الله فيك فأطع الله فيه).
فلا
بد أخى أن تتحمل الأذى من جاراك
وتقابله بالرفق والتفاهم والأدب في الحديث
ولا تقابل الإساءة بالإساءة وقابلها بالإحسان وتأكد
أنها سيراجع
نفسه ويعلم أنه مخطئ فالتمس له عذراً في
تصرفاته وتغاضي عن هفواته واصفح عن كثير
من زلاته وإساءته
4)
تعليمه وإرشاده:
من حق جارك
عليك أن تعليمه ما ينفعه وتفقهمه
في دينه فأنت مسئول عن جارك يوم
القيامة فجيرانك أولي الناس بك بعد أهلك وأولادك.
خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات
يوم فاثني على طوائف من المسلمين حيزاً ثم قال (ما بال أقوام لا يفقهون
جيرانهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ؟ وما
بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون ؟ والله
ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم ويفهمونهم وليتعلمن قوم من
جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لتصيبهم العقوبة). أو
كما قال
فيجب عليك يا أخى
استجابة لرسول الله صلي الله عليه وسلم أن ترشد جارك
إلي ما فيه صلاح دينه ودنياه مثل تعليمه تلاوة القرآن الكريم وإحسان الصلاة وأيضاً
إرشاده إلي حق الزوج وأهله وإلي أخلاق
الإسلام الحميدة في التعامل.
5) إسداء المعروف
وإكرامه :
قال صلي الله عليه وسلم ( يا نساء المسلمات
لا تحقرن جاره لجارتها ولو فرش شاه ) البخاري.
وقوله لعائشة رضي الله عنها لما قالت
له : إن لي جارين فإلي أيهما أهدي ، قال :
( إلي
أقربها منك بابا ).
فالهدية تجذب المودة والحب ( تهادوا
تحابوا
)
وهذا لكل جيرانك وخصوصاً إذا كان لك جار فقير فأرسل
إليه بين الحين والآخر بعض الأطعمة والفاكهة التي لايستطيع
شراءها إذا كان ذلك ممكنا.
وأخيراً أعلم أن جارك
شاهد عليك وشهادته مقبولة لدي الله عز وجل ما لم تكن ظلماً.
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رجل
لرسول الله صلي الله عليه وسلم : كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت قال النبي صلي الله
عليه وسلم إذا سمعت جيرانك يقولون أن قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد
أسأت فقد أسأت.
وأسأل الله عز وجل أن تكون من خير الجيران
عند الله عز وجل.
قال
صلي الله عليه وسلم (خير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) ووأن
تكون من المحسنين إليى جيرانك حتى تنال رضا الله عز وجل وتفتح قلب جارك
لكي تأخذ بيده إلي الله عز
وجل.
ولا تنس قول الله عز وجل :
( هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان ).