مصر وقطر 0/10...!

من 2010 إلى 2022
مصر وقطر 0/10...!

بداية ليس للعنوان علاقة بمباراة قطر ومصر الودية، ولا بالعلاقة بين مصر وقطر التي كانت غير ودية، وأتمنى أن تكون ودية وسياسية واقتصادية واجتماعية ودنيوية وأخروية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين بعيداً عن الشعارات والكلمات الرنانة التي لا تساوي قيمة الورق الذي كُتبت عليه ولا الحبر الذي كُتبت به..!
"فازت قطر باستضافة كأس العالم 2022، فاز الخليج، فاز العرب، فاز الشرق الأوسط، فاز المسلمون، فاز الأمير، فازت الشيخة موزة، فاز محمد بن همام، فاز الملف القطري"..!
هكذا قالت وكالات الأنباء، وهكذا طارت قطر فرحاً، وانتعش الخليج سعادة، وسهر العرب ولم يغمض لهم جفن، واحتفل الشرق الأوسط "القديم والجديد" بهذا الخبر السعيد، وسجد المسلمون شكراً لله، وعانق أمير قطر كل من رآه للتعبير عن فرحته وبهجته وسعادته، لأن هذا الإنجاز تحقق في عهده الميمون، وكاد قلب الشيخة موزة يتوقف من المفاجأة، وشعر محمد بن همام بأنه حقق ما لم يتمكن السابقون، وربما اللاحقون، من تحقيقه، على الأقل من الآن وحتى 2022 بعد عمر طويل..!
لن أطيل، لكنني أتوقف عند مقارنة بسيطة بين قطر ومصر، أو مصر وقطر كي لا يغضب أحد..!
مصر.. حصلت على "صفر" عندما تقدمت لاستضافة كأس العالم 2010، وربما تكون صاحبة السبق في هذا الأمر، وقامت الدنيا ولم تقعد، وناقشت وسائل الإعلام مسموعة ومقروة ومرئية "صفر المونديال"..!
هاج الجميع وماجوا.. كيف لمصر، العراقة، والتاريخ، والحضارة التي عمرها سبعة آلاف سنة؟!
كيف للأهرامات والقلعة والأزهر والشقيقة الكبرى؟!
كيف لأم الدنيا، وأبيها، وعمها، وخالها، و... و....؟!
كيف تحصل مصر بكل تلك "الهيصة" وذلك "الهيلمان" وما بينهما على "صفر"؟!
طالب الجميع بمحاسبة المقصرين..!
نادى الجميع بالتحقيق..!
صرخ الجميع: حرام عليكم..!
والنتيجة: "صفر" أكبر من "صفر" المونديال..!
لأنهم يعلمون أننا طيبون، ومسالمون، ومسامحون، ويطمعون في كرمنا، في صفحنا، في تسامحنا الذي إن لم نبدأ به أجبرونا عليه، لأننا لا نملك حق الحساب، ولا حق التحقيق، ولا حق الاعتراض إلا في حدود وبشكل معين وفي وقت معين... "بعدها إنت عارف، وإن ما كنتش عارف نعرَّفك"..!

لماذا المقارنة؟
لأن مصر لم تفهم اللعبة..!
لأن المسؤولين عن الملف اعتمدوا على ماض لا علاقة له بالحاضر، ولا أمل له في المستقبل..!
لأن الاستضافة لا علاقة لها بالملفات، ولا بالحضارة، ولا بالعراقة، ولا بالتاريخ، ولا بالجغرافيا..!
الاستضافة لا علاقة لها بالملاعب، ولا بالفنادق، ولا بالإمكانيات..!
الاستضافة مرتبطة –أولاً وثانياً وعاشراً وأخيراً- بمن يملك، ومن يملك يحكم؟!
كم تدفع؟!
كم تقنع؟!
كم صوتاً تضمن؟!
كم شخصاً معك؟!
كم عدد من اشتريت أصواتهم؟!
قبل التصويت، يكون الهمس، وقبل الاقتراع يكون الاقتراح، وقبل الإعلان يكون الترتيب في السر..!
ستقولون: وهل تريد أن تفعل مصر ذلك؟!
نعم..!
لماذا؟!
لأن اللعبة اختلفت، والقانون تغيَّـر، والتنظيم أصبح فوضى غير خلاقة..!
إمبراطورية الفيفا أصبحت إمبراطورية فساد، كم تدفع لتقبض، وكم تعطي لتأخذ، وكم تمنح لكي يُمنَح لك؟!
جوزيف بلاتر وعصابته أصبحوا يحكمون بأمرهم، يوافقون على من رتب معهم، ويكرمون من أكرمهم، والكرم بالملايين، والعطاء بالشركات والمصانع والتوكيلات، والهدايا بالوظائف والشيكات والمصالح قبل وأثناء وبعد كل ذلك..!
لماذا "صفر" مصر؟!
لأن اللعبة أعقد، والعرض أكبر، والطول كذلك، والمستطيل الأخضر الذي تلعب عليه المنتخبات اللعبة الشعبية الأولى "كرة القدم"، بحاجة إلى فهم المستطيل الذي يجلس عليه بلاتر ومن يحكمون جمهورية الفيفا..!
لنا رجل واحد في الفيفا "هاني أبو ريدة" وحصلنا على "صفر".. أليس ذلك غريباً؟!
لماذا غريب؟! لأننا حصلنا على "صفر"..!
وكي تثق في ذلك عليك أن تعرف أن القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي بدأ بشراء صوت عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي.. تخيل..!
إذا كانت الدنيا مسرحاً كبيراً، فإن الفيفا مسرحية اختلطت فيها الدراما بالكوميديا، والمأساة بالملهاة، والابتسامات بالدموع رغم أنها في عيون وقحة..!
في الفيفا.. كل ممثل له دور، وكلهم يتبارون في إتقان أدوارهم، فكلما تمنعت رغب فيك الآخرون، وكلما رفعت ثمن صوتك تهافت عليك أصحاب الملفات، والثعلب فات فات وفي ذيله مصانع ومصالح وشركات وتوكيلات..!
معقول؟!
كيف تقارن بين مصر وقطر؟
بين 80 مليوناً ومليونين على الأكثر؟!
بين دولة وحي يمثل دولة؟!
بين قطر وشبرا؟!
أو قطر ومدينة نصر؟!
أجابت قطر عن كل هذه الأسئلة، والأسئلة التي لم يسألها أحد، والأسئلة الإجبارية، والاختيارية..!

همسة
عندما تقدّمت قطر بطلب استضافة مونديال 2022، دُهش الكثيرون، لدرجة أننا رأينا علامات الاستفهام، والحيرة، والتعجب والاستنكار مجتمعة، وصرخ الكثيرون: قطر؟!
والآن بعد نجاحها تسابق الجميع إلى تهنئة قطر حكومة وشعباً، ووصفوا ذلك بالإنجاز والإعجاز، وقالوا بلسان واحد: "نهنئى أنفسنا، هذا فخر لقطر، وللخليج، وللعرب، وللمسلمين، وللشرق الأوسط، وللدنيا بأسرها"..!
هكذا البشر، أو ذئاب البشر، أو الذين تاهوا بين الاثنين..!
مصر وقطر 0/10 لماذا؟!
لأن مصر حصلت على صفر 2010، وقطر حصلت على العلامة الكاملة "10 من 10 في 2022".. والمسافة بينهما ليست 7000 سنة بل 12 سنة فقط..!
حيا الله القطريين ومبروك لقطر.. ولا عزاء للمصريين وأرض الكنانة..!

محمـد عبـدالمعـز

يا استاذ محمد اكويس ان مصر حصلت على صفر بس مع فرق التقدم بين مصر وقطر علميا . وعدد السكان بين الدولتين لا يقارن فمعدل سكان قطر ما يقارب عددسكان شارع فى القاهره .وفى 2018 فازت روسيا وحصلت انجلتراعلى صوتين فقط . اخيرا نحمد الله على كل شىء

فعلا اتفق مع الاخ دروج فى طرحه حيث أن انجلترا ايضا اعتمدت على امكانياتها الهائلة في مجال كرة القدم والتى تفوق اى دولة في العالم من حيث الملاعب والمشجعين وكل البنية التحتية والفوقية وكل ما هو مطلوب واكثر
لكنها لم تقتنع بأن من يدفع أكثر هو من يجني الفوز والنتيجة حصول انجلترا على صوتين فقط وخروجها من أول جولة ولو عقدنا مقارنة بيننا وبين انجلترا لرأينا أن الصفر كان حقا شيئا رائعا
وفي النهاية يجب أن نعترف كمصريين بأننا فقدنا علاقاتنا القوية والمؤثرة فى كل الأماكن والإتجاهات فأفريقيا لم تعد ملعبنا بعد أن كنا أصحاب الكلمة والسيادة والدول العربية لم تعد شقيقاتنا الصغرى بل أردن أن يكن الكبرى والعظمى
فيالينا نتحرك ونعيد علاقاتنا وسيادتنا قبل فوات الأوان

ياريت يامومو حد يسمعك بس للاسف مصر خسرت كل حاجه حتى شعبها ياريت نرجع زى الاول