السبت المقبل.. نظر دعوى يوسف البدري بإلغاء وقف بث الفضائيات الدينية ودعوات لأصحاب القنوات المغلقة بالحضور
كتب فتحي مجدي (المصريون): | 09-11-2010 00:46
حددت محكمة القضاء الإداري السبت الموافق 13 نوفمبر، لنظر الدعوى المرفوعة من الداعية الإسلامي المعروف، الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، والتي يطعن فيها على القرار بإغلاق عدد من الفضائيات الدينية الإسلامية على القمر "نايل سات"، بزعم مخالفة تراخيص البث الممنوح لها، وشروط التعاقد مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية.
وكان البدري تقدم في الثالث من نوفمبر بالدعوى التي قيدت تحت رقم 4861 لسنة 65 ق قضاء إداري، وتم عرضها على المستشار رئيس دائرة الاستثمار بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة يوم السبت الماضي، والذي حدد بدوره جلسة عاجلة السبت المقبل، لنظر الطعن على قرار عدد من الفضائيات الدينية.
وتطالب الدعوى بوقف تنفيذ القرار "الجائر" الذي صدر بإغلاق عدد من القنوات الدينية، باعتباره "اغتيالاً لحرية الفكر التعبير وتضييق على الإعلام الديني فى مصر المسلمة بلد الأزهر دون سبب مشروع".
واعتبر البدري في تعليق لـ "المصريون" أن تحديد موعد نظر الدعوى على هذا النحو من السرعة، لكون القضية تحظى باهتمام جميع المصريين بل والمسلمين في كل مكان، لأنها خاصة بالقنوات الفضائية التي تم إغلاقها بجرة قلم، وهي عشرون قناة، من بينها قنوات "الصحة والجمال" و"الحافظ" و"صفا" و"الخليجية" و"الناس" و"وصال" و"الرحمة"، وغيرها من القنوات الأخرى.
ووجه الدعوة إلى كل أصحاب القنوات المغلقة لحضور الجلسة التي تحدد لنظرها السبت 13 نوفمبر بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة- دائرة الاستثمار-، بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا، مشددًا على أهمية حضورهم جلسة نظر الدعوى.
وقال البدري إنه سيطالب بعودة الفضائيات الدينية للبث، نظرًا لأنها لم ترتكب أي مخالفات لا دينية ولا قانونية ولا ما يخدش الحياء ولا ما يؤدي إلى الفتنة الوطنية، وغير ذلك من المخالفات وإنها بريئة من كل هذه الأمور.
ويختصم الداعية الذي خاض في السابق العديد من المعارك القضائية في دعواه، كلاً من وزيري الإعلام والاستثمار، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية (النايل سات)، ورئيس مجلس ادارة المنطقة الحرة العامة الاعلامية، ورئيس مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون.
ويقول البدري، إن القرار يحمل "انحرافًا" من الجهة الإدارية التي أصدرته، وإنه جاء "معبرًا عن هوى من أصدروه ومن وقفوا وراءهم من أصحاب المصالح فى منع وتكبيل الإعلام الديني الذى سحبت رسالته البساط من تحت أقدامهم وأزعجتهم بالتزامها بقيم المجتمع وآدابه ومقوماته".
وذكر في دعواه أن القرار الذي جاء متضمنًا اتهامات للقنوات الدينية بمخالفة شروط الترخيص ونشر "التطرف الديني" قد "صدر لاعتبارات أبعد ما تكون عن الحق والعدل والقانون بل والصالح العام فى بلدنا مما يصم القرار باساءة استعمال السلطة والانحراف بها مما يجعله مشوبًا بعدم المشروعية ويستوجب القضاء بإلغائه"، على حد قوله.
وكان وزير الإعلام أنس الفقي أصدر في 19 أكتوبر الماضي قرارًا بوقف 12 بث فضائية بصورة مؤقتة وإنذار 20 أخرى، معظمها قنوات دينية في ضوء اتهامات بالتحريض على الفتنة الطائفية ومس العقائد والأديان وإثارة النعرات الطائفية، بعد أيام من صدور قرار مماثل بإغلاق خمس قنوات دينية، هي: "الناس" و"الصحة والجمال" و"الحافظ" و"الخليجية" و"الناس" و"البدر".
وقال البدري في عريضة الدعوى التي نشرتها "المصريون" في عدد الأحد، إن تلك القنوات على الترخيص من الجهات الادارية المختصة بالانطلاق وبث برامجها منذ عدة سنوات وعملت تحت سمع وبصر الجهات الحكومية والرقابية وباشرت عملها بوسطية واعتدال، وكانت سببًا فى تعليم الكثيرين من المسلمين فى مصر وخارجها شعائر وأحكام دينهم، وكان جل ضيوفها ومقدمو برامجها من كبار علماء الأزهر ومن الدعاة المشهود لهم بالعلم والتقوى والورع والحرص على أمن البلد واستقراره.
واستغرب صمت المسئولين تجاه الفضائيات الأخرى التى اتهمها بأنها "تبارز الله تعالى بالمعاصي والمخالفات الشرعية وتنشر القبح والفحش والرزائل، وبالأفلام والمسلسلات التي تخرج عن حدود الأخلاق والاداب الاسلامية والعامة والإعلانات التى تلعب ليل نهار على وتر الجنس وتملق الغرائز الدنيا للشباب واستخدام جسد المرأة أسوأ استخدام لترويج السلع المعلن عنها".
وأبدى البدري تهكمه من حيثيات قرار وزير الإعلام بشأن تلك القنوات والتي قال إنها "تستهدف فى مجملها الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربى وتقاليده والحفاظ على أخلاقيات ومثل العمل الإعلامي المسئول الذي يخدم المواثيق والأعراف ويحافظ على الأسرة المصرية والعربية".
وعقب متسائلاً: أين كانت تلك الغيرة المفتعلة من إحدى القنوات الشهيرة ومذيعتها المعروفة التى اتفقت مع بنات مصريات فقيرات مقابل أجر لتمثيل دور العاهرات وأساءت بذلك إلى سمعة مصر وإلى بنات مصر؟، وأين كانت من مقدمى برامج الكرة من السطحيين الذين كادوا بكلامهم غير المسئول أن يحدثوا أزمة بين مصر والجزائر الشقيق؟.
كما تساءل: أين كانت تلك الغيرة المفتلعة من قناة "دريم" وقنوات التليفزيون المصرى لما خصصت برامج ثابتة لجمال البنا و عدنان الرفاعى للطعن فى ثوابت الاسلام وإنكار سنة الحبيب العدنان ونشر الخرافات والأباطيل؟ ودون إعطاء العلماء فرصة للرد عليهم؟.
وقال البدري "يبدو أن المسئولين عن الإعلام في بلدنا يعتبرون كل ذلك العبث الإعلامي يدخل في مجال حرية الفكر والتعبير والإبداع فإذا ما تعلق الأمر بقنوات دينية تعلم الناس الخير والطهر والعفاف تضيق تلك الحرية المزعومة عندهم، حتى تغتال بدعاوى كاذبة المحافظة على دين المجتمع وقيمه وآدابه واخلاقه، وكأن جهة الإدارة غاظها وراعها أن تجتذب تلك القنوات المشاهد المصرى والعربى وتستولي على لبه وكيانه فأبوا إلا أن يعيدوه إلى قنوات العفن الفني والبرامج السطحية والتافهة وكأنها مؤامرة على عقل المشاهد ودينه وأخلاقه"، بحسب تعبيره.