نادي العُـراة..!
على طريقة معلقينا العرب العِظام:
"سادتي آنساتي سادتي.. أينما كنتم في وطننا العربي الكبير".. أحييكم بتحية من عند الله مباركة طيبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واسمحوا لي في البداية بأن أتوجه بالشكر لأخي محمود، والشكر غير موصول لغير النجيب ساويرس، لأنهما سبب الكتابة في هذا الموضوع، عذراً في هذا النادي..!
نادي العُـراة!.. دعوة غير جديدة، من داع لا يأتي إلا بشر، وإذا سمعت اسم هذا الشخص فظُنَّ شراً ولا تسأل عن الخبر..!
نادي العُـراة!.. لا يهم مكانه ولا زمانه، ولا أصله ولا فصله، ولا حسبه ولا نسبه، المهم أنه في أرض الكنانة، في أرض الأصول، في أرض من أرادها الله بسوء قصمه الله، في أرض مصر التي أكرمها الله بذكر اسمها في كتابه العزيز خمس مرات، وسيظل هذا الذكر حتى يرث الله الأرض ومن عليها رغم أنف الحاقدين، وتطاول الأقزام، وصغائر الكبائر وكبائر الصغار..!
نادي العُـراة!.. دعوة لزيادة الملاليم التي أصبحت ملايين ومليارات وتريليونات.. تحت سمع وبصر من يسمعون "دبة النملة" ويرون ما لا يراه الميكروسكوب..!
نادي العُـراة!.. دعوة للوجهاء الذين لا يستحون، ولأصحاب المناصب الذين يعرفون من أين تؤكل الضحية بعد أن عرفوا من أين تؤكل الكتف ولم يكتفوا بها لأنها لن تسد نهمهم، ولن تشبع حاجاتهم التي تبدأ ولا تنتهي..!
نادي العُـراة!.. دعوة لمن يرغب ومن لا يرغب في النظر إلى المرآة، لأنها ستريه وجهه الحقيقي، ستريه كذبه على كل الناس وعلى نفسه لدرجة أنه صدَّق نفسه..!
نادي العُـراة!.. لمن يوهمون أنفسهم ليل نهار بأن من حقهم أن يتمتعوا، ويعيشوا حياتهم، وهل هناك أحلى من العيش عُـراة؟!
نادي العُـراة!.. مكان مخصوص لأناس بأعينهم، لا يدخله إلا من تجرَّد من كل القيم قبل أن يتجرَّد من ملابسه، لا يقيم فيه إلا من طمس الله على بصره وبصيرته، وأصبح يتخبط ذات اليمين وذات الشمال..!
نادي العُـراة!.. ليس مكاناً للتسلية، وليس مكاناً للبصبصة، وليس مكاناً للحسحسة، وليس مكاناً للنمنمة، وليس مكاناً للحتحتة.. هل فهمتم شيئاً؟!
لا.. الحمد الله ولا أنا..!
لكنني من باب الاجتهاد -الذي قد يصيب- أقول لكم:
التسلية: واضحة، وكذلك البصبصة "للحريم يعني بيني وبينكم"..!
أما الحسحسة فهي لمن فقدوا الإحساس، والنمنمة لمن ينمون لبعضهم وعلى بعضهم.. بداية من الألف الأول وصولاً إلى المليون الأول الذي يتكاثر بقدر قادر وفاجر ومساعدة منتفعين وشراء من باعوا أنفسهم في سوق النخاسة..!
أما الحتحتة فهي أكل ما لذَّ وطاب "حِتة حِتة" أو "تاتا تاتا" لأنهم طبقات راقية، بالشوكة والسكينة، رغم أن الشوكة في حلوقنا والسكين الباردة تذبح بها كل القيم والمبادئ والأخلاق دون تسمية ولا تكبير..!
نادينا للعُـراة!.. هو ناد جديد سيتم تشكيله بالتوازي مع نادي غير النجيب ساويرس، سيكون للعُـراة الذين أصبحوا لا يجدوا ما يوارون به عوراتهم المغلظة!.. بعد أن سرق اللصوص أعضاءهم قبل أن يسرقوا ملابسهم الداخلية..!
نادينا للعُـراة!.. سيكون للعُـراة الذين ذهبوا لمحاربة الظلم في كل مكان وتلقوا طعنات الغدر، واستشهدوا في حرب لا ذنب لهم فيها إلا أن قالوا ربنا الله.
نادينا للعُـراة!.. سيكون لمن سُرقت منهم ملابسهم، بعد أن سُرقت أحلامهم حيث أنهم لا يجدون مأوى فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء..!
نادينا للعُـراة!.. سيكون لمن صرخوا ولم يسمعهم أحد، استغاثوا ولم يغثهم أحد، جاعوا ولم يطعمهم أحد، عُـراة ولم يكسهم أحد، مرضوا ولم يسمح لهم بالعلاج أحد.. لا على نفقة الدولة، لأن ذلك لمن رضي عنهم ورضوا عنه!.. ولا في مستشفيات الدولة لأنها لا تصلح للعلاج الآدمي..!
نادينا للعُـراة!.. سيكون لمن أُصيبت بالصرع وكانت تتعرى، فذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو الله لها أن يشفيها مما أصابها، فقال لها: أتصبرين ولكِ الجنة؟ قالت: أصبر، لكن ادعُ الله لي ألا أتعرى عندما أُصرَع، فدعا لها صلى الله عليه وسلم.. سيكون نادينا لها ولمثيلاتها وأمثالها بإذن من يعلم السر وأخفى.
نادينا للعُـراة!.. سيكون لمن لم يلبس إلا من كدِّه وعرقه وجهده وصبره وكفاحه ورزقه الحلال الذي يسأل الله ليل نهار أن يبارك له فيه.
نادينا للعُـراة!.. سيكون لمن لم يذهب إلا إلى ما أحل الله، ولم يقل إلا ما يرضي الله، ولم يسمع إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ير إلا ما شرع الله.
نادينا للعُـراة!.. سيكون عارياً عن كل ما يغضب الله، ساتراً لكل ما يوصل إلى الجنة، ذلك لمن خشي ربه.
نادينا للعُـراة!.. سيكون لنجيب عرف معنى النجابة، فتخرج طبيباً نجيباً أو مهندساً نجيباً، أو معلماً نجيباً، أو حرفياً نجيباً، تزوج نجيبة فأنجبا نجباء في عصر كثر فيه الجبناء ومن يدعون النجابة..!
محمـد عبـد المعـز