أبو مـعاذ النجيحى صوالحى فعال
عدد الرسائل : 80 السٌّمعَة : 3
| موضوع: سهره مع القمر السبت 7 مايو 2011 - 15:27 | |
| سهره مع القمر فى ليلة من الليالى رأيت نورا فى السماء ، فظننت أنه القمر . ثم بعد تمعن يسير فى السماء علمت أنه قمر غير القمر . فأخذتنى الحيرة ؛ كيف لقمرين أن يظهرا فى كبد السماء وكأنهما يتسابقان للحصول على لقب الأجمل والأضوء . وبعدها أخذ ضوء أحد القمرين ينحسرشيئاً فشيئاً حتى رأيته يجر ذيول أثوابه نحو الغروب ، بينما ظل الأخر متلئلأ فى قلب السماء يشع على الكون نوراً وإبتهاجا . حتى كانت المفاجأه ... رأيت القمر وقد بدت له بعض الملامح ؛ فاندهشت ! .. ثم إزدادت دهشتى لما اتضحت تلك الملامح !! عجباً أهذا هو القمر .. أم وجه قد رأيته قبل ذلك ؟! أخذت يداى تداعب عيناى عساهما أن يفيقان .. لكن عيناى متيقظتان تماماً لما تريان . عجباً .. الأن عرفت حقيقة القمر .. رأيت عينيه ، وحاجبيه ، وفمه ، وأنفه ، وخديه . فعلى هذا فإنى قد جالست القمر من قبل .. وعلى هذا أيضاً فإنى قد كلمت القمر من قبل . إنه وجه الجميلة المليحة التى حدثتها منذ أيام . إن ظلها أخف من ريش النعام ، وكلامها أعذب من الماء البارد ، و وجهها أرق من نسيم الهواء ، وعقلها قد إكتمل بالرجحان . فانتشلتنى من تفكيرى بسؤال صوبته إلى أعماقى : فى أى شئ تفكر ؟؟ فأجبتها : أأنتى أنتى ؟؟ قالت : أجل ، .. قلت : وكيف ؟؟!! قالت وقد علت الإبتسامة وجهها : عن أى شئ تسأل ؟؟ قلت : كيف غلبتى القمر فى جماله وبهائه ؟؟ قالت : الجمال لا يغلبه إلا الجمال . قلت : ولم لم ترينى ذلك الجمال من قبل ؟؟ قالت : أنت الذى لم ترا عيناك سوى الأن . فسارت بى بعيداً فوق جبال القاهرة و وقفنا سوياً ،أنا وهى .. فقالت لى : انظر هذه هى القاهرة كحورية تزداد بكارة بالزواج ، تعانق مآذنها عنان السماء لتصدح بنداء الحق الذى رد كيد المعتدين . قلت لها : دعينا من القاهره وتعالى لنتكلم فى شأن القمر . قالت : أى قمر ؟ .. قلت : أنتى .. ذلك القمر الذى يجالسنى ويحادثنى . قالت وقد إحمر خديها : وعن ماذا سنتحدث ؟؟!! قلت : عن زواجك .. قالت : تحدث . فقلت :ممن ستتزوجين ؟؟ قالت : من أى نجم فى السماء يأتى ليأخذنى ونرحل . قلت : وإلى أين سترحلين ولماذا سترحلين ؟؟! فقالت : إن الرحيل هو هدف الزواج . قلت فى تعجب : أمجنونة أنتى ؟! قالت : الرحيل أفضل من أن تظل وحيداً فى عرض السماء . قلت : لقد زاد جنونك .. قالت : وكيف ذاك ؟؟!! قلت لها : تتزوجين هروبا من الوحده ؟ .. قالت : أجل . قلت لها : وسعادتك مع محبوبك ألا تفكرين فيها .. هنائك مع زوجك الذى ترغبينه ألا تفكرين فيه ؟؟!! قالت : أنا لم أتكلم عن الزواج بل تكلمت عن الهروب . قلت : ولم تسمين الزواج هروباً ؟؟ قالت : لأنى لست متأهبة للزواج عقلاً وجسداً . قلت : أيتها الرغداء الجميلة إرجعى لصوابك ، فإن عقلك لا يقل حسناً عن وجهك .. لقد رأيت منك عقلاً لم أره على مثلك ، أما عن الجسد فما عرف الغزال إلا برشاقته وخفة حركته . قالت : لا تخدعنى بلفظك .. فأنا أدرى بنفسى منك . قلت : كلا .. بل قد خانتك عيناك ، وغدر بك إحساسك . إسمعى منى الحقيقة يا قمر الأقمار ، ويا سراج السماء .. أنت النجمة الشماء التى بك يهتدى الحيران ويأنس المستوحش ، فيك يتغزل المتغزلون وينظم فيك الشعراء والمادحون ، ومن شعاع جمالك أبدع المبدعون . فاحمر وجهها وتثلجت أصابعها فى يدى ، ثم سحبتها وقالت : لابد لى من الأفول فإن الشمس قد أوشكت على البزوغ . ورحلت عنى أودعها بقلبى وأتمنى ظهورها من جديد .. فى ليلة غراء قبل يوم الوعيد ..
| |
|