حُـماة "حاميها وحراميها"..!

حُـماة "حاميها وحراميها"..!

أقر وأعترف بأننا بالحصانة نحميهم، وبالحضانة نؤويهم، وبالبطانة نحيطهم، وبالحاشية نقويهم، وبكل هؤلاء نحييهم ونقول: "كبارنا والبركة فيهم"...!

لا لأننا "صغار" بل طبيعة الدور، وواقعية المخرج، ورؤية المؤلف، والنتيجة مسرحية هزلية أبطالها الكبار، والصغار مجرد "كومبارس"...!

الصغار عليهم أن يسمعوا ويطيعوا، يسمعون أولياء النِّعَم ويطيعون "أسيادهم" لا لأنهم "عبيد" بل لأنهم وراء من قدّموهم، وخلف من جعلوهم أئمة، وليته في الخير...!

الصغار قانعون، راضون، لا تشغلهم المناصب، ولا تهمهم المراتب، وليل نهار يسبحون بحمد "الكبار" الذين لولاهم ما دخل الولد كلية الشرطة، ولولاهم ما تزوجت البنت، ولولاهم ما زينت "الهانم" يديها ورقبتها وأذنيها بالذهب الخالص عيار 24...!

الصغار يكتفون من العجل باللحم، ومن اللحم بالعظم، ومن العظم بـ "المصمصة"...!

يكتفون بسيارة "أي موديل" بدلاً من اشتراك الأوتوبيس أو السير على الأقدام التي تعبت من اللهاث وراء لقمة العيش، لأنهم يرون أن من حق "الكبار" أحدث الموديلات، وأطيب الأطعمة، وأنعم الألبسة، ويرضون لأنفسهم من الغنيمة بالإياب...!

نحن –يا سادة- لم نأخذ على يد الظالم، وقلنا بمنتهى الاستكانة: "منه لله"، تركنا الشريف يسرق، وينهب، ويغرف، ويعبئ، ويهرِّب ويهرَب..!

تركنا الأسماك الصغيرة حتى أصبحت حيتاناً لا تشبع..!

ليس هذا فحسب، بل بررنا لهم أفعالهم، والتمسنا لهم سبعمائة عذر، ونعزي أنفسنا بالقول: "والله فلان مسكين لا يأكل إلا أطعمة معينة بأمر الطبيب.. صاحب مرض الله يشفيه"..!

نحن – أحبتي – لم نترك "الجمل بما حمل" بل حمَّلناه وأوصلناه إلى أصحاب العِلل.. "والله فيهم الخير.. فاتحين بيوتاً كثيرة!".. لدرجة أن مشكلة هشام طلعت مصطفى "قاتل سوزان تميم" بالنسبة لأغلبية المصريين الآن هي شركاته، وتجارته، والأفواه التي يطعمها، وكأنه يرزق من دون الله..!

بررنا القتل.. أفلا نبرر السرقة، والنصب، والتزوير، والظلم؟!

ليست سذاجة بقدر ما هي استكانة، لا لأننا لا نرى، ولا نفهم، ولا نعي، ولا نعلم، بل والله نرى، ونفهم، ونعي، ونعلم، بدليل أننا نهمس بصوت خفيض لبعضنا، أو لأنفسنا: "طيب من غيرهم كيف أدفع القسط؟! كيف أشتري المكيف؟! أين لي بثمن الثلاجة الـ 42 قدماً؟! من غيرهم كيف أعلِّم الولد في الجامعة المفتوحة؟! كيف أجهِّز البنت؟! كيف وكيف وكيف؟!".

تصورناهم، واعتبرناهم، وأكدنا لهم -بالقول والفعل- أنهم ماما وبابا وجده وتيتة...!

قلنا لهم: "إحنا من غيركم ولا حاجة وناقصنا كم مليون حاجة".. والناس نوعان لا ثالث لهما: صاحب حاجة، ومن تُقضى على يده الحاجة..!

اخترنا وقررنا وقدَّرنا أن نكون "أصحاب حاجة" أو حاجات لا تنتهي، تدفعنا إلى تقبيل أيدي من تُقضي على أيديهم الحاجة..!

ولم ولن نُعدَم حيلة: "مشي حالك، عمِّم من شاء أن يعمَّم، ما فيهاش حاجة يعني لما تفتح للباشا باب السيارة ما هو فاتح بيتك وبيوت ناس كتير غيرك، هو بيحب الوجاهة، بيحب التكبير، إنت خسران إيه؟!.. بالعكس حتكسب كتير.. "من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟!".. يا عم دا إحنا بناخد فتات الفتات، ملاليم من ملايين ومليارات وتريليونات.. ثم إننا في الدنيا..!

بررنا لأنفسنا قبل أن نبرر لهم، خدعنا أنفسنا قبل أن نظن أننا نخدعهم بزعم أن "الإيد إللي ما تقدرش تقطعها بوسها" مع أننا بذلك والله واثقون أنها تسرق ولابد من قطعها جزاءً بما كسبت نكالاً من الله.

نحن يا سادة سرق فينا الشريف وتركناه، وسرق فينا الضعيف وأقمنا عليه الحد..!

سرق الشريف مليارات وفتح بها حسابات في بنوك سويسرا وغيرها، وسرق الضعيف ليأكل، أو ليتمكن من الوفاء بالتزاماته وشتان الفارق، مع أن الاثنين بحاجة إلى قطع اليد لكن اليد الممدودة لتسول قوتها عاجزة عن كل شيء إلا التقبيل..!

اليد التي ترتعش عندما ترى "الكبير" منتهى أملها أن يسلِّم عليها حتى لو لم يلمسها..!

اليد التي ترتفع لتحية "الكبير" من بعيد، لن تنال حقها، لأنها فرَّطت فيه، بل لا أكون مبالغاً إن قلت إنها باعته بثمن بخس في سوق التنازلات الدائمة والعروض الخاصة..!

للتأمّل: بعض الناس يسمعون بآذانهم، وبعضهم ببطونهم، وبعضهم بجيوبهم، وبعضهم لا يسمع أبداً (جبران خليل جبران)

محمـد عبـد المعـز

تعجز الكلمات عن شكرك استاذ محمد وربنا يزيدك من ابداعتك

السلام عليكم اتحفتنا بمقالك بس حضيف دلوقتي مين هما رجال الاعمال هما اعضاء مجلسنا الشعب والشوري الي فيه عمرنا مسمعنا عن استجوب اقال وزير مع ان الشعب ميعرفش ان حتي رأيس الجمهوريه موظف عندو يعني لما يقول اه يقلو اسم الله عليك لاكن احنا بنقول ٨٠ مليون اه وهما بيدوسو علينا مش احنا الي وظفنهم نستاهل والي يكيدك انك بترجع تشحت منهم بالمظهرات والاعتصمات وتضرب منهم الي اعرفو الشعب لازم يكون عندو جرأه وشفافيه من كل فرد في مجتمعتنا وسمحوني علي العميه بتعتي انا مبحبش التصنع الطبيعه احسن شياء

شكر الله لك أخي الغالي محمد (دروج)

بداية ذلك فضل من الله واجتهاد من أخيك
أسأل الله ألا يحرمني أجريه إن أصبت وأجره إن أخطأت

تمنيتُ أن أستفيد من ردك
ورأيك ووجهة نظرك إثراءً للموضوع
وأرجو ألا تحرمني ردودك الطيبة

ثناؤك يحملني مسؤولية أسأل الله ان أكون أهلاً لها

دُمت في رعاية الله وأمنه

أخي الحبيب "نجارين بلدنا الشطار"

لم ولن أطلب منك الكتابة بغير العامية
المهم تكرمني بردك الطيب
على ما يمن الله علي به من فضله وكرمه

أما عن التصنع والتكلف فهما بعيدان
عن الفصحى وهي بعيدة عنهما..
والسر يكمن في زمان ومكان استخدامها "الفصحى"

أشكرك على إضافتك القيمة

لكننا لسنا بحاجة -أخي الكريم- إلى رجال الأعمال
بقدر حاجتنا إلى أعمال الرجال
فأين أعضاء المجلسين الموقرين منها؟!

ليتك تمنحني بعض الوقت وتتفضل على أخيك بقراءة
"إلى أعضاء مجلسي الدولار والصورة"..!
فربما وجدت فيها ما يستحق

تريد استجواباً يقيل وزيراً؟!
بسيطة.. في عهد جمال محمد جمال محمد حسني مبارك
بإذن الله في عز أحفادك أو أحفادهم..!

أكرر شكري لك.. جعلني الله أهلاً لمحبتك

يا اخي الكريم انا فاهم موضوعك كويس بس دلوقتي محدش بيموتنا غير المجلسين الموقرين زي ما تفضلت تقدر تقلي مين الي غرق الناس في البحر ومين الي قتل الفنانه ومين سارق الدوله ومسكين صبي العلمه الطبال يتحكم في حديد مصر ويملي شروطو علي الشعب والتاني لما دخل الحديد التركي البلد يمنع احتكار السوق قالو نشد ودنو بس الي قتل الفنانه لاكن حيطلع مش متوقعه من حكومتنا المصونه انها تعدمو هما يعدمونا احنا مش هما

كتابه رائعه يا أستاذ محمد
لكن زياده للفائده ـ مع أن البحر لا يزيده دلو ولا ينقصه مئة ـ أن كلامكم
هذا يتلخص فى آيتين من كتاب الله
هما :ـ
قول الله تعالى ( ولو أن أهل القرى ءآمنوا واتقو لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ))ـ
وقوله عز وجل (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ))_
جزاكم الله خيرا
على موضوعكم الراقى
وأسأل الله عز وجل أن يرزقك الأجرين وأن يضاعف لك ويبارك
إنه حميد مجيد

اؤيدك الرأى لازم نصلح من اتفسنا الاول علشان المجتمع ينصلح حاله وكل واحد يبدأ بنفسه

» "حاميها حراميها"..!
» موسوعة اللباس التقليدي الجزائري """روعههه"""
» مقال للصحفي السعودي "جميل فارسى" عن مصر، يا ريت كل الناس تقراها
» بين "سوبر" الشيخ ياسين و"ستار الأمة..!
» حاكموا الجاموسه """ ولا تحاكموا الوزير ؟؟؟!!!