مسافِـرٌ زادُهُ الحُـب..!
ها أنتَ تُحضِّـر أمْتِعَتَـك
تَسْتَعِدُ لِسفرٍ غيرَ بعيد
قاصِداً أرضَ الكنانة
مولياً وجْهَكَ شََطْرَ اليَسار
حيثُ يهوى القلْبُ قلبَه
وترى العينُ عينََها
ها أنتَ تحمِلُ همومَك إلى مهمومين
وأثقالََك إلى مَنْ ثَقُلَتْ خُطواتُهم
مِنَ اللهاثِ والخوف..!
اللهاثِ وراء لقمةِ العيش
والخوفِ مِنَ الجبارين
الذين لا يُبقون ولا يذَرون..!
ها أنتَ تحمِلُ هداياك
إلى من يتمنى ألا تكون الأخيرة
وتتمنى أنتَ نهاية الحيرة..!
ها أنتَ تبحثُ عن حلم
بينَ من أضناهُم الحُلم
وأملٍ بينَ مَنْ تَعِبوا مِنَ الألَم
ها أنتَ تنوي الذهابَ والعودة
وربما يكونُ ذهاباً فقط
أو عودة لا ذهابَ بعدها..!
حائِرٌ تسأل:
هل تعودُ يا عُصفور للتغريد
هل تبدأُ مِنْ جَديد؟!
هل أنتَ سعيد؟!
هل تجد.. المحبين أم الناسين..
اللاهين أم الناقِمين..
العابثين أم العابسين؟!
الناسُ معذورون
فمع هُمومِهم يتسابقون
ومع أقدارِهم يتعارَكون
فلا هُم يصِلون إلى الهَدَف
ولا هُم يصلِون الرَّحِم
ولا هُم يُصلُّون لله
وبين الثلاثةِ يحارُ المسلمون
وإلى الثلاثةِ يسعى المؤمنون
وعلى الثلاثةِ يقضي الباقون..!
الذين يظْلِمون ويخدعون
أنفسَهم وغيرَهم ويظنون
ظنَّ السوء ولغيرِهم يكرهون..!
قد أحيا بعينٍ واحِدة...!
وكِلية واحِدة...!
لكنني لا أستطيعُ الحياةَ بِنصْفِ قَلْب
لأن أحبابي كثيرون
وعائلتي تَسَعُ الكون
وبِحبي وعِشقي وهيامي مسْكون
فهلْ من قَلْبٍ حنون
وعينٍ لا تخون
وعقلٍ يُحِبُّ بِجُنون؟!
أم أننا غارِقون ومارِقون..
في الحبِّ وعنه عازِفون
في الإثم وله عاشِقون
في الوحدة ولها مُنكِرون
في الحرب ولها مستعدون
في الجنة وعنها غافلون؟!
محمـد عبـد المعـز