رهين الهجرتين..!
ها أنا أسافِـرُ داخِـلَ السَّـفَـر
أظَـلُ رَهيناً بينَ هِجْـرَتَـيْـن
أو غَريبـاً بيـنَ غُربَتَـيْـن
غُربَة الوطنِ وغُربَة النَّـفْـس
وهِجرة الأهلِ وهَجْرِ الهَـوى
فلا الأهلُ أهلٌ ولا الهَـوى رَوى
أحِـنُّ إلى ماءٍ يرْوي
وطعامٍ هَـنيء مَـريء
ودَواءٍ شَـافٍ مُـعَـافٍ
أفْـتَـقِـدُ كِسَـاءً يَقي بَردَ المشاعِـر
وغطاءً يَسْـتُـرُ عُـيوبي
أتوقُ إلى مطرٍ يَغْسِـلُ ذُنُـوبي
قَبْـلَ أن يَغْسِلَ الحَجَـرَ والشَّجَـر
وشمسٍ تُشْعِـرُني بِدفءِ الحُـب
وربيعٍ يُزْهِـرُ أمَـلاً ويُثْمِرُ حُلْمَـاً
وصيفٍ يَمُـرُّ كَنِسْـمَـة
وشِـتَاءٍ يُزيـحُ الغُـمَّـة
وخريفٍ يُسْـقِـطُ أورَاقَـاً عَديدَة..!
أحْـتاجُ قَـلَماً يَكْتُبُ حُبَّـاً
ويَـخُـطُّ عِشْقَـاً
ويُخَطِّطُ طُموحَـاً
ويَرْسُـمُ خَريطَةً
إلى قلوبِ أحْـبَابي
يكونُ جِسْـرَاً بَيني وبَينَهم
فأسْـلُكُ طَريْـقَـاً مُسْـتقيماً
وأعْـبُرُ الصِّـراطَ بأمان
إلى حيثُ تَهْوَى النَّفْس
ويَرْتَـاحُ الفُـؤاد
ويَنامُ القَـلْـب
وتَسْـكُـنُ الْجَـوَارِح
أرنو إلى سَماءٍ صافية
بِصَفاءِ القُـلوب
وقلوبٍ راجِية
غُفْرانَ الذُّنوب
وأيدٍ تُصافِحُ بِحُب
وعيونٍ يملأها القُرْب
مِنَ النَّاسِ ومِن ربِّ النَّاس
فأصافِـحُ وأقْـتَـرِب
مِن نَفْسي ومِنْكُم
وأرى نَفْسي فيكُم
وبِكُم ولَكُم
فأنْتُم مِـرآتي
ورحِمَ اللهُ امرأً أهدى إليَّ عُيوبي
محمـد عبـد المعـز
فجر السبت 6/3/2010