المســـــتهتـــرون..!

المســـــتهتـــرون..!

تريد أن تعيش حياتك أكلاً وشرباً وفسحاً وخروجاً.. لا بأس، لكن تذكر أن من حولك يئنون، يعانون، محرومون، لا يجدون رغيف الخبز، ولا يملكون ثمن الكساء أو الدواء..!

تريدين أن تلبسي أحلى الموديلات، وتذهبي إلى أكبر الحفلات لقضاء أمتع الأوقات وأجمل السهرات بين الكاسيات العاريات والمائلات المميلات.. لن أمنعك، لكنني أذكرك فقط قبل الندم على ما فات، والتوبة قبل الممات، كي يبدل الله سيئاتك حسنات، وتكونين في جنة عرضها الأرض والسماوات بإذن رب البريات.

تريد مالاً كي يرفعك، وجاهاً يدفعك، وحسباً تعلو به، ونسباً يعلو بك.. من حقك، لكن لا تنس أن الله يرفع أقواماً ويضع آخرين، يمنح مالاً قد لا يسعد، وجاهاً قد لا يكون وجاهة، وحسباً قد يكون حسبك من الدنيا والآخرة، ونسباً قد يقطع نسبك، فانظر إلى من حُرم وصبر، وأُعطي وشكر، وجُهل عليه فحلم، وجعل الدنيا في يده لا في قلبه، والمال وسيلة لا غاية.

تريدين حياة مستهترة، ودنيا تغني عن الآخرة، وممراً يغنيك عن المقر، ومخرجاً بدلاً من المفر.. لا تنسي من إليه المستقر، وبيده الأمر، وراقبي السميع البصير، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.

تريد علواً في الأرض، وحياة، بالطول والعرض، وهتكاً للعِرض.. انظر إلى من ملك كل شيء وخرج بلا شيء.. من ذهب لقبره بالعمل بعدما عمل وعمل وعمل، من تنتظره الهوايل بعدما سوى الهوايل، مني ينتظره الملكان بعدما كان منه وكان، من يهال عليه التراب بعدما فارق من ظن أنهم أحباب..!

تريدين وضع صورة هذا أو ذاك، وسماع صوت ذلك أو تلك، لا بأس لكنني أذكرك – خوفاً عليك- بأنك محاسَبة على سمعك وبصرك وفؤادك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67)} سورة يس

تريدين التباهي ببياض بشرتك، وسواد شعرك، وحمار خديك، وخضار عينيك.. لك الحق، لكنني أرجوك لا تنسي يوماً تبيض فيه وجوه وتسود وجوه.. (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب).

والبياض والسواد والحمار والخضار وألوان الطيف كلها سنعيشها من شدة هول يوم بألف أو خمسين ألف سنة مما تعدون..!

محمد عبدالمعز

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" صدق الله العظيم
فكثير منا يعرف كل هذا ولكن الدنيا تلهى الناس وتشغلهم وينسون أمر دينهم
فالتذكرة واجبة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الأمور الواجبة فى الدين وعظيمة الأجر
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون " صدق الله العظيم ( سورة آل عمران أية 104)
والناس ينسون أو يتناسون أن الدنيا مهم طالت فى قصيرة ومهما وجدت فيها أسباب السعادة فهى لحظية أو وقتية لا تدوم لأنها دار شقاء والسعادة فيها بطاعة الله لأنها توصلك الى غايتك الكبرى التى ينتظرها كل محسن وهى البقاء أو الخلود فى جنة الخلود رزقنا الله وأياكم دخولها ورزقنا الله لذة النظر إلى وجهه الكريم
أو والعياذ بالله دخول النار والعذاب المقيم والدائم أعاذنا الله وأياكم
ورزقنا الله حسن الخاتمة