غدر إمرأة

غدر إمرأة


أيا امرأة رقيقة
المحيا , عجباً لرقتك هذه التى كسرت صلابة قلبى.


أيا ألين أنثى
عرفتها , عجباً للينك الذى شجَ قلبى .


بل عجبا لتلك الدنيا
التى إنقلبت بها موازينها , فصار الصديق عدواً والعدو صديقا !


لا تعجبين من عجبى
فتلك هى الحقيقة .. أجل .. بل هى عين الحقيقة .


وإن كنت لا تصدقين
فاسمعى .. فاسمعى كلماتى وأناتى علها تخترق جدار قلبك الرقيق .


إعجبى من رجل أحب
إمرأتاً أكثر من نفسه , فصار لا يكف عن الكلام عنها ولا التفكير إلا فى وجهها
الأغر الجميل .


بل صار ذلك الرجل
يستوحى صفاء الجو من عينى تلك المرأة , وشدو الكروان من صوتها ، وسعادة الدنيا فى
كلمة تخرج من بين شفتيها , وأريج الزهرة من رائحة طيفها , وضوء القمر من وجهها , ونور
الفجر الوليد من ضوء إبتسامتها .


بل أحس أنها الصورة
الجميلة التى لولاها ما أبدع الفنان .


كان ذلك الرجل إذا
رأى إبتسامة هذه المرأة فكأنالدنيا كلها تبسمت فى وجهه .


فلكم أحب تلك
الإبتسامة اللطيفة ,العذبة الجميلة التى تفتر عن عقد من الؤلؤ .


أما إذا نظر إلى تلك
العيون النجلاء بسوادها الفتانة والجذابة بمغناطيسيتها , وتلك الجفون الكحلاء , وهذه
الأهداب التى كأنها أسياف حادة فوق العيون تجرح كل من إقترب منها أو سولت له نفسه
أن ينظر إليها نظرة واحدة .


كان فى ظلمات اليالى
لا يرى سوى ذلك الوجه الوضاء والعيون الآسره .


أما عن أحلامه فلم
يكن ير فى النوم سواها , ولم يراها أبداً إلا بذلك التاج المرصع بأغلى الجواهر
وأثمن اليواقيت , كأنه تاج إمبراطورية العالم الجميل .


وكأنها سيدة تربعت
فوق محراب جمال ذلك العالم .


حقاً لقد كان ذلك
الرجل مغفلاً .. فلم يدر بخلده يوماً أن تلك المرأة التى تربعت على عرش
الإمبراطورية التى بناها بقلبه سوف تحكم عليه بالإعدام بعد أيام من تتويجها .


بل ظل مخلصاً وفياً -
وإن شئت فقل غبياً - لأخر لحظة قبل إصدار الحكم .


فياليت الإعدام كان
بالشنق أو الحرق أو إستأصال الرأس .


بل كان حكماً بتمذيق
القلب ...


فأراد أن يهدم تلك
الإمبراطورية , فحمل معوله وأخذ يضرب أسوارها بكل ما أوتى من قوة , لكن... لا
فائدة ...


فلقد بناها من قبل
بحجارة الإخلاص , وجعل أبوابها من مادة الحب نادرة الوجود .


أراد أن يهدم ذلك
الحب أو ينساه لكنه لم يستطع .


فقرر أن يهرب من هذه
الإمبراطورية , ويذهب إلى عالم آخر لا يعرفه فيه أحد , ليخلو وحده بذكرياته
الجميلة .. لا .. بل الحزينة .


والعجب كل العجب أن
هذه الملكة بعد أن أعدمت قلبه لم تحاول يوماً أن تبعث إليه ببرقية إعتذار أو حتى
عتاب .


فعلم أنها لم تعد
ترغب أبداً فى أن تراه على الأرض , أو تسمع عنه شيئاً .


والأعجب أنه بعدما
غادر عالمها وإنفرد بعالم ليس فيه غيره ، إلا أنها لم تتركه وشأنه ، بل صارت تأتيه
طيفاً فى دجى اليل الحالك ، فكأنها ومضات برق لامعة تضيئ سماء عالمه الوحيد .


وما زال يراها إذا
أغمض عينيه ملكة بنفس تاجها ، ويرى وجهها وضاح المحيا ، لطيف الثنايا .


فعندها علم أن به
مساً من تلك المرأة ، فمستحيل أن تكون إنسية من بنى البشر .


إنها من
عالم آخر ،يسبى العقول ، ويجرح القلوب ..




..

كلمات رقيقة وعذبة تصل إلى القلب مباشرة دون سابق انذار
بس هل هذه الكلمات نابعة عن تجربة
وسلامي لمبدع حقيقي 

الأخ الأكبر
والأستاذ العزيز
محمد عبد المعز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالما إنتظرت تلك المشاركة
وأعتز بجميع مشاركاتكم
كما أتمنى من حضرتكم
النقد الأدبى لمواضيعى الذاتيه
ومشكور على مروركم الغالى