فضيحة بطرس غالي!
محمود سلطان
من المشاهد "الكاريكاتورية" لـ فاروق حسني، أنه يحاول تقديم نفسه باعتباره "مضطهدا" من قبل "جماعات يهودية" دون أن يسمها!، رغم أن جماعات يهودية معروفة بالاسم مثل جماعة "النبي دانيال" تصل الليل بالنهار لدعم جهود فاروق حسني للوصول إلى اليونسكو باعتباره "رجل اليهود " في مصر!
حسني يمهد ـ هذه الأيام ـ للبحث عن "مبررات" لخروجه المهين من مصر مطرودا بعد فضائحه الأخيرة من جهة، ولهزيمته المهينة والمتوقعة في سباق اليونسكو من جهة أخرى! ويقول : المنافسة شديدة .. ولكني لن انسحب!
يريد حسني أن يعود إلى القاهرة ليس باعتباره "موظفا فاشلا" في سكرتارية الرئيس، وإنما بصفته "مناضلا أمميا" مطاردا من الجماعات اليهودية المتطرفة! يغازل مؤسسة الرئاسة مجددا: حال فشلي في اليونسكو .. سأترك الوزارة إلا إذا رفض الرئيس مبارك!.. ذات اللعبة التي كان يلعبها حسني في كل مصيبة أو ورطة يورط فيها النظام : الرئيس "طبطب" علىّ: أنت باق في وزارتك يا حسني!
الأخير ـ مثله ـ مثل يوسف والي.. مع كل "زنقة" يحمل "المسئولية" على "شماعة" مؤسسة الرئاسة: كلنا يعمل في "سكرتارية" فخامة الرئيس!.. ولا ندري: إذا كان الرئيس يعمل كل شيء في البلد، فماذا يفعل السادة الوزراء بالضبط؟!
والفضيحة.. أن يتفرغ د. بطرس بطرس غالي، للدعاية لفاروق حسني.. ليس بـ"شخصه".. كشخصية عامة مصرية أو باعتباره مسئولا أمميا سابقا، وإنما بـ"صفته" كرئيس للمجلس القومي لحقوق الإنسان!
بطرس بطرس غالي.. لم يكتف بإصدار بيان باسم المجلس، وإنما حمل حقائبه واستقل طائرة خاصة متوجها إلى باريس لعقد لقاءات ومشاورات مع مسئولين في اليونسكو ومندوبي الدول الأعضاء في المنظمة لدعم حسني!
ونحن ـ هنا ـ لن نسأل عن الجهة التي تكفلت بسداد فاتورة حملة الدعاية لفاروق حسني التي قام بها منذ أيام بطرس غالي وما إذا كانت من خزينة الدولة أم من جيب "أبوه" أو جده الباشا.. وإنما نسأل: أليست فضحية .. بل أم الفضائح أن يتصدى بنفسه رئيس مجلس حقوقي رسمي للدعاية لواحد عمل "عميلا" للأجهزة الأمنية المصرية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وتجسس على الطلاب المصريين في باريس وكتب عنهم التقارير الأمنية وسلم بعضهم للجلادين في مقار وسلخانات التعذيب في مقار الأمن؟!
دعاية "غالي" لـ"حسني" .. هي ـ في واقع الحال ـ دعاية للجلادين.. عنوان على أن البلد تكرم "الجلادين" و"عملاء" الأمن و"الجواسيس" الذين تجسسوا على مواطنيهم .. وكتاب التقارير الأمنية.. و"أثرياء" التعذيب في السجون والمعتقلات.. إنه العار الذي ليس بعده عار.. أن يدعم رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.. أحد أشهر "أعداء" حقوق الإنسان في مصر.. الذي شارك في مطاردة طلاب علم مساكين وتسليم رقابهم وتعرية ظهورهم للجلادين في بلادهم.. فضيحة.
"المصريون"