رفقاً بأنفسكم..!

ما أحلى أن تكون حصيلتك المعرفية متدرجة، مرتبطة بمراحل حياتك، العلمية والعملية، وما أروع أن تعيش كل مرحلة بما فيها ومن فيها..!

فمثلاً بدأنا في الكتاتيب.. كانت في الصوالح كلها تقريباً أربعة كتاتيب:

عبيد: الشيخ عبدالعزيز عبدالمعطي رحمه الله

السناجرة والهواوشة: الشيخ حسين عطية رحمه الله

الدوار: الحاج علي زعرب رحمه الله

كان كل واحد مرتبطاً بشيخ حيه أو منطقته أو عائلته، ثم تدرجنا بعد ذلك إلى مدرسة الصوالح الابتدائية المشتركة، فالتقى ابن عبيد بابن الهواوشة، وصادق ابن الدوار الاثنين أو أحدهما.. وهكذا..!

ثم اتسعت دائرة معارفنا بدخولنا مدرسة الشهيد عتريس سليم الإعدادية في الصوالح، ليتعرف أبناء عبيد والهواوشة والدوار على أبناء منزل نعيم والنمروط والكيلانية وبني صالح وهكذا..!

ثم من الله علينا بدخول مدرسة فاقوس الثانوية العسكرية فدخلنا مرحلة جديدة من الأصدقاء من الروضة وكفر الحاج عمر والديدامون وكفر الحوت وغيرها وغيرها من القرى التي تتبع مركز فاقوس..!

وأنعم الله علينا بدخول الجامعة في الزقازيق لتتسع دائرة معارفنا فنتعرف على أصدقاء من أبو كبير وههيا والمسلمية وميت العز وبقية المراكز التي تتبع محافظة الشرقية..!

ثم شاء الله أن نلتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية لتتسع الدائرة فنتعرف على إخوة وأصدقاء وزملاء من الصعيد وبور سعيد والدقهلية وغيرها من محافظات مصر المختلفة وهكذا..!



ثم أكرم الله بعضنا بالسفر خارج أرض الكنانة، ليلتقي ديانات مختلفة وجنسيات مختلفة، وعادات مختلفة وحياة مختلفة تماماً عن كل ما مر به، وتبلغ سعة الدائرة ذروتها..!



باختصار.. من الكتاب إلى الابتدائية، إلى الإعداية، إلى الثانوية، إلى الجامعة، إلى الجيش، إلى السفر..

ومن العائلة إلى الناحية، إلى القرى، إلى المراكز، إلى المحافظات، إلى الجمهورية.. ختاماً بالسفر خارج الوطن.. تخيل حجم تلك الحصيلة الذي تدرج –بفضل الله وكرمه- مع مرور الإنسان بكل مرحلة من تلك المراحل بمتطلباتها، وشؤونها وشجونها، بما فيها ومن فيها..!



لماذا تلك المقدمة الطويلة؟

لأن أختاً فاضلة حاولت أن أخاطبها بلهجة تفهمها، وتعاملت معها كأخت صغرى أو ابنة كبرى، مبدياً استعدادي –ومازلت- لمساعدتها للخروج من الحالة التي أرادت أن تشغل المنتدى كله بها.. إما لأنها أنانية أو لأنها ليس لديها شيء أو الاثنين معاً..!

الأخت العزيزة طلبت مني ألا أكون مثل الفلاحين الذين عندما يتكلمون الإنجليزية يقولون "ثانكس"، وأسجل لها براة ذلك الاختراع، ففلاحونا –بفضل الله- يتكلمون الإنجليزية حتى لو كان كما تتكلم أختنا العزيزة العربية..!

وأذكر لها بعض المواقف باختصار شديد:

زميل لي أثناء حديثنا عن السفارة المصرية.. قال: المشكلة أن العمل فيها "مانيوال" وكأن "يدوي" العربية وقفت في حلقه، وأقسم لكم بالله أنه لا يستطيع أن يكتب أو يتحدث أو يقرأ جملة مفيدة باللغة الإنجليزية..!

اتصلت بي واحدة لبنانية مرة على هاتف مكتبي، وسألتني عن زميل لي يجاورني في العمل، وفي نهاية الحديث قالت: ممكن أترك له "نوت" فبعفوية قلت لها: لا لأنك عربية والحمد لله وتكلمين عربياً فلماذا لا تقولين "مذكرة" أو "رسالة" أو غير ذلك ممن لم تضق به لغتنا الجميلة؟!

في اجتماع ضمني وزملائي في مكان عملنا، وكلنا عرب ومسلمون، والحمد لله، فوجئت بزميل: يقول كلمتين عربي مسبوقتين بـ "سوري" وملحوقتين بـ "أووريدي" جاهز "والله يقول الاثنتين معاً"!.. ومعلش يا جماعة في "مستيك" في الموضوع، وأنا حاسس إن فيه "مس أندرستاند".. وبعد أن سمعت وصبرت على كل ذلك.. قلت له ما أعانني الله عليه، ولا داعي لذكره..!



لماذا كل ذلك؟

لأصل إلى نتيجة أكدتها أخت فاضلة لنا في المنتدى.. مفادها أن بعض الناس يتوهمون أن إقحام بعض الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما، تحضر، تمدن، تطور، والعكس صحيح..!

بعض الناس ينسون أن: لكل مقام مقال، ولكل زمن دولة ورجال..!

ينسون أن: لكل حادث حديث، والعاقل من احترم الآخرين ليحترموه، ولم يستخف بهم فيدفعهم إلى أن يردوا عليه التحية بأخف منها..!

ينسون أن "توبك" و"مرسي" وغيرهما ممن يحاولون بها تحسين صورتهم، تسيء إلى أصولهم..!

"من عرف لغة قوم أمن مكرهم".. وحثنا ديننا الإسلامي العظيم على تعلم اللغات والأخذ بأسباب الدنيا من تطور وتقدم وتكنولوجيا، بل رغبنا في ذلك وأمرنا به.. قل سيروا فانظروا.. إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب.. أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت.. وفي أنفسكم أفلا تبصرون، وغير ذلك من الآيات الكريمة من كتابه الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.



مع من أقول: أوكيه، باي، وغيرهما؟

مع من لا يعرفون العربية فيكون ذلك احتراماً لهم ولنفسك..!

أما التشدق بها والتثني والتلوي والمط والحشر والحشو.. إلى آخر ذلك، فلن يقبله أحد، ولن يرضى به أحد، ولن يسمعه أحد، ولن يهتم به أحد، لأنه للتعالي، للتفاخر، للمنظرة، للفشخرة، للكركرة والعرعرة والثرثرة والشرشرة والغرغرة...!

نحن بحاجة إلى من يتحدث أكثر من لغة..

وفي الوقت نفسه بحاجة إلى من تفعل ذلك..

لكننا بحاجة –قبل ذلك- إلى

تعلم لغتنا التي وُلدنا بها

والتي يجهل الكثيرون

أنها لغة أهل الجنة



لكن مع من ومتى وكيف؟

هل رأيتم أجنبياً واحداً

يقول: حاضر أو نعم، أو أسمعك؟

لماذا تريدون أن تفرضوا علينا

أنهم أعلى ونحن أدنى؟

أنهم أكبر ونحن أصغر؟

أنهم أهم ونحن لا قيمة لنا؟

أنهم قدوة ونحن رعاع؟

أنهم يملكون الدنيا

ونحن لا نملك أنفسنا؟

أنهم متقدمون ونحن رجعيون؟

أنهم أسياد ونحن عبيد؟



أجيبوني –بربكم- أحبتي

وسامحوني.. وفقكم الله جميعاً

أعتذر سلفاً عن كل كلمة

أو حرف أو اقل من ذلك..

جعلني الله أهلاً لمحبتكم.

بصراحة مش عارف أرد أقول ايه
لكن أنت كلامك جميل جدا وأنا حاسس الكلام ده وعايشه
أنا كمان شغال فى دوله من دول عربية وفعلا لازم يكون لكل مقام مقال يعنى لما أكلم واحد بلدياتى أو صاحبى بكلمو فلاحى وطبعا لما بكلم واحد تانى معرفوش بكلمو كأنى مولود فى القاهرة وطبعا أنت عارف فى جنسيات تانية بيتكلمو عرب مدغدغ فاحيانا لازم تكلمو انجليزى عشان يفهمك
وأنا معاك فى إن اللى بيدخل بعض الكلام الانجليزية فى كلامه العربى بيبقى نقص جواه مش أكتر إلا لو واحد خريج مدرسة لغات أو والده شغال سفير فى اليونان أو والدته ماسكه منصب فى الامم المتحدة أقولك ماشى
لكن إنى أقلد تقليد أعى أنا عن نفسى مبحبش كده
وكمان التمدن والتحضر مش بالكلام بس ولكن بالتعامل والاسلوب يعنى ممكن تتكلم مع واحد أو تعايش واحد كلامه راقى ولبسه كويس ومع ذلك تلاقى نفسك بتتعامل مع انسان متخلف و جاهل والعكس صحيح
واتمنى منك أنك متزعلش يمكن الكلام اللى اتكتب كان يقصد بيه هزار مش تريقه
وشكرا على موضوعك الجميل