لمسة وفاء ..!

لمسة وفاء ..!

"مات".. كلمة بسيطة لخصت حياة رجل عاش طيباً ومات طيباً..

أسأل ربي أن يتقبله طيباً وأن يحشره مع الطيبين..

وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا يجعله حفرة من حفر النيران..

أسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله..

اللهم ثبته عند السؤال..

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله.

مات "أبو" الفضل الذي لم يعرفه الكثيرون منكم.. ربما لأنه كغيره ممن يعيشون ويرحلون دون أن يعرفهم الكثيرون ولا يعرفون الكثيرين..!

مات "أبو" الفضل.. فراش بسيط في مدرسة الشهيد عتريس سليم الإعدادية في الصوالح.. التي لا أدري هل ظلت على اسمها أم غيروها كما يغيرون كما يحلو لهم ولا يحلو لأحد..!

مات "أبو" الفضل الذي كان يحتضننا بين ذراعيه بكل ما أُوتي من قوة أيام كان يملكها، ليقبلنا، ليشعرنا بحبه، بحنانه، بخوفه علينا وحرصه على مستقبلنا لكن بطريقته..!

كنا طلاباً في "الشهيد عتريس سليم" الإعدادية في الصوالح، وكان مدير مدرستنا رجلاً فاضلاً أسأل الله أن يمنحه طول العمر وحسن العمل إن كان حياً، وأن يتقبله، ويوسع له في قبره إن كان قد تُوفي..

كان الأستاذ نصار يضرب بالعصا "الخرزانة" وكي يضمن ألا يهرب الطالب المخالف، أو الذي يغيب، أو الذي أخطأ خطأ يستحق عليه العقاب.. كان يقول فقط: "اعبط يا أبو الفضل"، وعندها "عينك ما تشوف إلا النور" يحتضنك عمك أبو الفضل، ولا تستطيع أنت ولا المدرسة كلها نزعك من بين يديه، ولا يتركك إلا بعد أن يسمع من الأستاذ نصار –رحمه الله حياً وميتاً- "خلاص سيبه يا أبو الفضل"..!

كان "أبو" الفضل -رحمه الله رحمة واسعة- يخوف الجميع بحب، ويحرص على الجميع بروح الأب الحنون، ويتمنى الخير للجميع بهذا الحضن الوحيد –ربما في التاريخ- الذي كان للضرب، وليس لأي شيء آخر..!

مات "أبو" الفضل الذي رأيته بعيني يصالح من كان يُضرَب من أبنائه الطلاب "المخطئين"، وبعفوية يمنحه ما تيسر في جيبه "حبة كرملة مثلاً" قائلاً له مرغباً: "معلهش يا ابني.. انت تقدر تكسر أمر مدير المدرسة؟!".. ومرهباً: "حاتعملها تاني؟.. حاعبطك وما ليش دعوة!".. ويضحك.

أحبنا "أبو" الفضل بطريقته، حرص علينا كما رأى، شملنا برعاية لم نعرف قيمتها إلا بعد أن من الله علينا بقدر من العلم نحمد الله عليه ونرجو أن يزدنا علماً.

شملنا "أبو" الفضل بفضائل نسأل الله عز وجل أن يجزيه عنها وعنا خيراً.. إنه "أبو" الفضل و"عم" الفضل" و"خال" الفضل.. وكل الفضل..

مات "أبونا" ومات الفضل، ومن الفضل أن نعترف بالفضل لأهل الفضل..

إليك يا أبي "الفضل" في ما أنعم الله علي به، إليك يا من كنت بسيطاً بين الناس، عظيماً بين من يقدرون البساطة، ويعرفون للناس أقدارهم..

إليك لمسة وفاء من ابن كنت كل "إجازة يمن الله عليه بها" تحتضنه بحضن مختلف، تقبله بقبلات مختلفة، تستقبله كأنك تستقبل عظيماً من العظماء، وتودعه بابتسامة من رأى ثمرة لجهده بزهو وفخر: "مع السلامة يا أستاذ....." فأقول لك: "أرجوك قل يا ابني"، ترد علي بعفوية: "ماشي يا عم...." وكأنك استكثرت أن تناديني باسمي مجرداً..!

رحمك الله يا "أبو" الفضل على أجيال سبقتني وجيلي وأجيال لحقتنا.. أسألك يا أبي الروحي سلاماً لأبي الحقيقي.. وأسأل الله أن يجعل أعمالكما وأموات المسلمين عامة في ميزان حسناتكم.

إليك في قبرك لمسة وفاء من ابن لك في عصر قل فيه الأوفياء وكثر فيه المنافقون وأصحاب المصالح..!

أسأل الله أن يجمعنا بك في دار كرامته ومستقر رحمته.. إنه ولي ذلك والقادر عليه".

ابنك محمد

أبوظبي 2009/9/4

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
مشكور اخى الفاضل على موضوعك الرائع
بارك الله فيك على المشاركه
وبالتوفيق

ربنا يرحمه يارب
ويجعله ما اكتسبه فى حياته
زادا فى صالح اعماله
على فكره كنت اناديه بجدى
ربنا يارب يرحمه
وغفر ليه مالا نعلم

بسم الله الرحمن الرحيم
ان كان الجميع او البعض لا يعرفونه فانا اعرفه جيدا جدا نعم اسأل الله ان يسكنه هوو جميع المسلمين فسيح جناته فانه كان من خير الرجال ومن اطيب الرجال واسأل الله ان يجمعه مع حبيبه المصطفى بعد المعاناه الكبيرة التى عاناها مع المرض واسأل الله ان يهدى اهله وابنائه ويعطيهم السلوان وان يتذكروه دائما بالخير

انا لله وانا اليه راجعون

والله اخى الفاضل ان كلماتك السابقه قرأتها كما لو اننى قرأت روايه لاكبر واحكم الكتاب ليس فقط لما فيها من جمال الشخصيه

التى تحكى عنها انما من كلماتك التى احسست انها خرجت من القلب لتمس قلب كل من يقرأها كلمات بسيطه من تأمل معانيها

وجد حبا وعطاءا وقوه وضعف وحنان ووفاء والله رغم انى لا اعلم هذه الشخصيه الجميله الا اننى احسست انى اراه امامى

من جمال كلماتك ومن وصفك البسيط لرجل عظيم رحمه الله وادخله فسيح جناته

وجزاك الله خيرا

وأنا أتفق معك أخى العزيز فقد أحسست و كأن الدموع تزرف من عيون أخى الحبيب صاحب الموضوع فقد شعرت بالشئ العظيم والكنز الدفين الذى عندما تجده وكأنك ملكت مفاتيح كنوز قارون وهى الحب فى الله فلم يكن هذا الحب فى مقابل مصلحة أو غرض دنيوى فأسأل الله أن يجعلنا وأياك ممن يستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله بفضل هذا الحب العظيم
ورحم الله الفقيد و أكرم نزله وأسكنه فسيح جناته

الأخ الفاضل
moez64
السلام علسكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة
مشاركة طيبة جداً لمسنا منها الصدق والإخلاص
فى زمن قل فيه الصدق والإخلاص
جزاك الله خيرا
فلقد علمتنا درساً ينبغى علينا أن لا ننياه
ولقد عرفتنا برجل جهله أكثر هذا الجيل بل والجيل السابق
أثابكم الله
وجعل الجنة مأواكم ومأواه

إلى الأخين العزيزين

"يو يو" وليتك تشرفني باسمك

كي لا أكتب تلك الكلمة مرة أخرى

والغالي أبا معاذ النجيحي

شكر الله لكم وجزاكم خير الجزاء

الحمد لله على أن

أكد لي أخي الحبيب أبو معاذ

ما قصدته وتمنيت أن يصل إلى

أخواتي وإخوتي الصغار

وبناتي وأبنائي الكبار

"الوفاء"

أسأل الله أن يرزقنا تلك

النعمة

التي لن يضيع أجرها

في الدنيا ولا الآخرة

وقدوتنا في ذلك

أوفى الأوفياء

سيدنا محمد

صلى الله عليه وسلم:

"أعطوا صويحبات خديجة"

تقبلوا –أحبتي- خالص شكري وتقديري

وفقكم الله

محمد عبدالمعز

انا لله وانا اليه راجعون

والله اخى الفاضل ان كلماتك السابقه قرأتها كما لو اننى قرأت روايه لاكبر واحكم الكتاب ليس فقط لما فيها من جمال الشخصيه

التى تحكى عنها انما من كلماتك التى احسست انها خرجت من القلب لتمس قلب كل من يقرأها كلمات بسيطه من تأمل معانيها

وجد حبا وعطاءا وقوه وضعف وحنان ووفاء والله رغم انى لا اعلم هذه الشخصيه الجميله الا اننى احسست انى اراه امامى

من جمال كلماتك ومن وصفك البسيط لرجل عظيم رحمه الله وادخله فسيح جناته

وجزاك الله خيرا

أخي الحبيب "يويو"

شكر الله لك وجزاك خير الجزاء

أرى

"واسأل الله أن أكون مصيباً"

أن

بساطة العظماء تكون تواضعاً منهم

لكن عظمة المتواضعين تكون رفعة لهم

أسبغت علي ألقاباً

واحداً منها كثير على أخيك

جزاك الله خيراً

على ما أفأت علي به

وأقسم لك بالله

أن أكثر ما أسعدني

أنك وأحبابي لمستم

أن ما كتبت

خرج من القلب

وأدعو الله أن يصل

إلى القلب

وأن يكون خالصاً

لوجه الله

صدقني ذلك

توفيق من الله

أسأل الله أن يديمه علي

وعليك وعلى الجميع

محمد عبدالمعز