أسلحة العمار الشامل..!
في العاشر من رمضان 1393 هـ السادس من أكتوبر 1973 م أكرم الله هذه الأمة بنصر مبين لأن أبناءها أخلصوا النية والقول والعمل، نصروا الله فنصرهم، رفعوا "الله أكبر" فجعل الله كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
كل ذلك جميل ورائع، ونحمد الله عليه، ونشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى علينا "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
نحن اليوم، وبعد ما يقرب من اربعة عقود من "حرب التحرير" التي سماها البعض "حرب التحريك" يجب أن نترحم على من استشهدوا في سبيل الله ونسأل الله أن يتقبلهم، وندعو للأحياء الذين شرفهم الله بخوض تلك المعركة بطول العمر وحسن العمل.
لكننا الآن لسنا بحاجة إلى مدافع تشتكي إلى الله من الصدأ لقلة استخدامها.. بل بحاجة إلى مُدافع يوقن أنه يدافع عن الحق بحق، يجاهد في سبيل الله ولا يخاف لومة لائم.
لسنا بحاجة إلى طائرات اشتريناها من أقواتنا ولا نستخدمها إلا في العروض العسكرية والتدريبات التي تعرضها وسائل الإعلام للاستهلاك المحلي..!
لسنا بحاجة إلى حاملة طائرات وسفن وبواخر.. بل في أشد الحاجة إلى "سفينة نوح" عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهي سفينة النجاة بعيداً عن "نجاة"..!
لسنا بحاجة إلى صواريخ لم يكن لها من اسمها نصيب، فأين طارت، ومن قصفت، ومتى انطلقت لرفع راية "لا إله إلا الله"؟!
لسنا بحاجة إلى رؤوسنووية بقدر ما نحن بحاجة إلى رؤوسمرفوعة أعزها الله بالإسلام وإن ابتغت العزة في غيره أذلها الله.
لسنا بحاجة إلى أسلحة الدمار الشامل التي بزعمها احتُلت بلاد وقُتل وشُرد عباد وهُدمت مساجد يذكر فيها اسم الله..!
نحن بحاجة إلى أسلحة العمار الشامل في القلوب.. التي خربت وأصبح البوم ينعق فيها..!
لسنا بحاجة إلى "عاصفة الصحراء" التي زعموا أنهم حرروا بها أرضاً لكنهم سرقوا بها نفطاً ومازالوا وسيظلون..!
نحن بحاجة إلى زرع الأمل في صحراء قلوبنا، والرجاء في ما عند الله.. اللهم أنت فرجنا إذا غُلقت الأبواب ورجاؤنا إذا انقطعت الأسباب، فمن لنا سواك إذا غاب الأهل والأحباب؟!
لسنا بحاجة إلى قاذفات الشبح.. بل إلى طرد هؤلاء الأشباح الذين قتلوا الأبرياء واستباحوا الأرض وهتكوا العرض، وارتكبوا أبشع جرائم العصر..!
لسنا بحاجة إلى كبار يجلسوننا كالأيتام على مائدة اللئام.. يأمرون فننفذ، وينهون فننتهي..!
لسنا بحاجة إلى أوصياء فقد بلغنا سن الرشد، ولسنا بحاجة إلى رعاة فلم نعد بقراً أو قطيعاً من الأغنام نُساق إلى الموت رغباً أو رهباً..!
نحن بحاجة إلى ذكرى رمضان العزة والفخر والكرامة.. بحاجة إلى ذكرى غزوة بدر.. بدلاً من انقسام الشباب حول "ذكرى" التي تغني علينا..!
نحن بحاجة إلى محمد رسول الله بدلاً من محمد حماقي.. بحاجة إلى صرخة توقظنا من تآمر الأعداء علينا.. بدلاً من عبادتنا لـ "تامر" وغيره..!
لن يجتمع في قلب عبد الاثنان معاً: محمد رسول الله ومحمد حماقة... تأمر مع تامر .. عمرو بن العاص مع عمرو دياب..!
كفانا اتخاذ هؤلاء قدوات وجعلهم نجوماً "وعلامات وبالنجم هم يهتدون"..!
كفانا فالكواكب التي نظن ونتوهم –جهلاً أو عمداً- مزيفة.. فقاعات تغني علينا وتمثل بنا..!
أقسم بالله أن حياة هؤلاء الفنانين والممثلين وما يسمى "الوسط الفني" أسوأ من أفلامهم ومسلسلاتهم ومسرحياتهم.. اختلاط، خمر، زنى... و... و....!
تصور أنهم يحتفلون بطلاقهم بعد أن يتفاوضون عليه.. كم تدفع الزوجة أو الزوج ثمناً له..!
الخلاصة أننا بحاجة إلى فهم القدوة، المثل، النموذج.. فهم الاقتداء والاتباع.. كي نحب ونكره على أساس.. ونقبل ونرفض أيضاً على أساس.
أخي الحبيب وأختي الفاضلة: أنتما بحاجة إلى معرفة من يُحَب، من يُتبَع، من يستحق أن يكون نجماً أو كوكباً أو قمراً أو ما إلى ذلك في الواقع وعلى الأرض.. خصوصاً في سماء أصبحت ملبدة بغيوم كثيرة حجبت عنكم الرؤية فأصبحتم لا ترون شيئاً.. والرؤيا التي جعلتكم مرعوبين من المستقبل..!
نحن بحاجة إلى ترك هؤلاء كلهم.. من الدكتور محمد عبدالوهاب إلى اللواء هاني شاكر.. إلى تآمر حسني "قصدتها تآمر" لأنه متأمر فعلاً وليست خطأ..!
أرجوكم: لا تقولوا إننا نحب رسول الله و... نعبد الله ونسمع الأغاني، نجتهد في نقل موضوعات كلها آيات وأحاديث.. وصور هؤلاء تملأ موقعنا وبيوتنا.. والكارثة أنها قبل كل ذلك في قلوبنا..!
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، فإما الله وإما الشيطان.. وهؤلاء وكلاء الشيطان في رمضان وغير رمضان..!
بكل صراحة مع أنفسكم أولاً أجيبوني:
"أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم".
والسؤال الأصعب: إذا كنا لا نستطيع أن ننزع هذه الصور من موقعنا وبيوتنا وقبل كل ذلك من قلوبنا.. فهل نستحق نصر الله؟!
أنتظر إجاباتكم أحبتي.. وسامحوني فآخر الدواء الكي.. فقد صبرت على الصور كثيراً.. أكرر سامحوني أرجوكم.
محمد عبدالمعز
موضوع: أسلحة العمار الشامل..! 
الإثنين 31 أغسطس 2009 - 15:45
