س: من هم "المستضعفون" الذين وعدهم الله تعالى في القرآن الحكيم بأن يمكنهم في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين؟
ج: جاء في اللغة استضعفه أي: عدّه ضعيفاً، أو صيّره ضعيفاً، مع إنه ليس بضعيف لو لم يمنع عن حقه، والى هذا المعنى أشار القرآن الحكيم بتعبيره عن المستضعفين، وعليه: فالمستضعفون كما عن بعض المفسّرين ـ وبحسب كتاب مجمع البحرين ـ "هم: محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الذين استضعفهم مشركوا قريش بادئ الأمر، ثم إذا قوي أمر الرسول الكريم، وفتح مكة، وأنهى ظاهرة الشرك، وهدم الأصنام في الجزيزة، تآمر البعض عليه صلى الله عليه وسلم واستضعفوا وصيه وخليفته من بعده الذي نصبه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأمر من الله تعالى يوم غدير خم من عام حجة الوداع، وصادروا حقه في الخلافة، وأقصوه عن حقه وعن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أردوه شهيداً في محراب صلاته في الكوفة، وهكذا استضعف من جاء من بعدهم الإمام الحسن المجتبى حتى دسّ إليه معاوية السمّ ومضى شهيداً، ثم استضعفوا الإمام الحسين حتى قتله يزيد في كربلاء وسبي أهل بيته الى الكوفة ومنها الى الشام، وهكذا استضعف حكام الجور من بني أمية وبني العباس أهل بيت رسول الله واحداً بعد الآخر، مع أنهم الذين نطق القرآن بعصمتهم، وأمر بمودتهم وطاعتهم، وعرّفهم بأنهم الأوْلى بالناس من الناس، وأنهم أقضى الناس وأعلمهم، وأنهم الوحيدون الذين إذا حكموا عدلوا ونشروا العدل والرحمة، والهناء والسعادة، فاستضعفوهم وأقصوهم عن حقهم، واستمروا على ذلك حتى يأذن الله تعالى للإمام المهدي فيظهر ويحقق على الأرض ما قاله تعالى في كتابه الحكيم: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" القصص/5و6. وفرعون وهامان وجنودهما كناية عن أولئك الذين استضعفوا الرسول وأهل بيته من الأولين والآخرين وحرموا الناس عدلهم ورحمتهم، وأن وعد الله حق وقريب إن شاء الله تعالى.