يأخذ العلاج بالأعشاب اليوم اتجاهاً عالمياً أقرّته منظمة الصحة العالمية، لمزاياه وتدني تأثيره الجانبي مقارنة بالدواء الكيميائي.
ويقول صاحب محل عطارة وانواع مختلفة من البهارات، ثائر "إن عدد المصابين بأمراض هذا العصر مثل القولون والضغط والسكري يأتون يوميا بهدف الحصول على العلاج الذي يتلاءم مع صحتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وغلاء الادوية الكيميائية المصنعة" مضيفا انه يفتخر بهذه المهنة التي ورثها عن آبائه.
ويؤكد ثائر (38 عاما) أن هناك بعض الأمراض التي تُعدّ الوصفات العشبية مكملة للدواء الكيميائي في علاجها، مشددا على أن العلاج بالأعشاب بات أملا للكثير من المصابين بأمراض مستعصية.
ويشير إلى أن التداوي بالأعشاب ليس حديث النشأة، مبينا أنه اشتهر قبل مئات السنين وكان المصريون القدماء هم السباقون في هذا المجال مستخدمين الأعشاب في العلاج والتحنيط والزينة حيث يعتبر الطب البديل قديما قدم الإنسان بل هو السائد قبل اكتشاف الطب الحديث.
ويلفت ثائر إلى أن أدوية الأعشاب، هي من العلاج الحديث المصنع بالوسائل الكيميائية، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي في كثير من البلدان يؤدي إلى لجوء الكثيرين للتداوي بالأعشاب لنفس الأمراض.
وفي العصر الإسلامي انتشر أيضاً علم التداوي بالأعشاب، وظهرت الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة أنواع الأعشاب الطبية المختلفة على الرغم من التطور الهائل في الطب الحديث واكتشاف علاجات كيميائية لشتى الأمراض.
وبرع المسلمون منذ العصور الاولى في استخدام النباتات والأعشاب، منها الجهود التي قام بها العالم ابن سيناء صاحب أشهر الكتب الطبية (القانون)، والذي ظل يُدرَّس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.
ومن أشهر علماء المسلمين في الطب، الذين ارتكزوا على علم الصيدلية النباتية، ابن البيطار الذي يعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب، حيث أصبح في الآونة الاخيرة الإقبال متزايدا على الطب البديل مما أذهل العاملين في الطب الحديث.
ولا تقتصر الأعشاب فقط على العلاج الطبي، إنما هناك من يستخدمها لاغراض أخرى مثل العناية بالبشرة وتقوية الشعر، حيث تقبل النساء على شراء المنتجات النباتية بدلا من الكريمات الكيميائية المتوافرة في الصيدليات لفائدتها للبشرة دون ملاحظة أضرارها.
ويؤكد خبير الأعشاب عمر إبراهيم أنه لا يصف علاجاً من الأعشاب دون معرفة مكوناته لأن الخبرة هي الأساس في هذا المجال الحساس.
ويضيف "إن أكثر الوصفات مأخوذة من أمهات الكتب مثل "الطب النبوي"، ومؤلفات ابن سينا وكتاب "تذكرة داود" للأنطاكي، وكتاب "الرحمة" للإمام السيوطي وغيرها، ولذلك لابد للمعالج بالأعشاب أن يكون مُلمّاً بخواصها، سواء كانت مفردة أو مركبة".
ويرى عمر (45 عاما)، أن هناك الكثير من الأمراض المستعصية التي عالجتها الأعشاب بعد أن عجز عنها الطب الحديث، ومنها الصدفية، والأكزيما، والربو، والسكري.
وتؤكّد الصيدلانية هبة أن الوصفات العشبية تعد مكمّلا للعلاج الكيميائي فلا تُعطي أي وصفة عشبية إلا بعد السؤال عن الدواء الذي كان يتعاطاه المريض، حتى لا تتداخل مكونات العلاج بعضها البعض ويؤدي ذلك الى اضطرابات.
وبحسب هبة، فإن الأكثرية ترى أن أكثر الأشخاص إقبالا على الطب البديل هم الاشخاص الذين يئسوا من العلاج الحديث والأدوية المصنعة.
وتؤشر إلى أمثلة الأشخاص الذين عولجوا بالطب البديل، ومنهم فتاة في الثامنة عشرة من عمرها كانت تعاني من الصدفية في جسمها أعطيت وصفة علاجية من الاعشاب مع العسل والحبة السوداء، وخلال خمسة وثلاثين يوما شفيت وعادت لها حياتها الطبيعية.
وترى أن الأعشاب أثبتت نجاعتها مع مرور الوقت بحكم التجارب الواقعية، حيث أكدت نجنأسفا على مدى قرون من استخدامها والتي تعتمد العشبة فيها على عدة عوامل منها تركيبتها الجينية وشروط زراعتها والنمو.
وتستدرك أنه لابد أن تكون للأعشاب سلبيات منها ان بعض الوصفات الطبيعية تحتاج لوقت طويل للشفاء من المرض، إضافة الى صعوبة تحديد مكونات الدواء المصنوع من تلك الأعشاب.
وعن رأي الطب الحديث في الطب البديل، يرى الدكتور رامي بدر اختصاصي الأمراض الجلدية أن الأعشاب لم تُدرس نتائج فعاليتها وتأثيراتها جيداً مثل الأدوية المصنعة كيميائياً، مؤكدا أنها بذلك قد تكون فعّالة في علاج بعض الأمراض البسيطة مثل نزلات البرد والرشح والسعال.
ويضيف قائلا: "الأدوية المصنعة كيميائياً تكون آثارها الجانبية محسوبة ومدروسة جيداً، وقد جُرّبت قبل أن يُؤذن لها بالتداول، أمّا العلاج العشبي فما تزال الدراسات والتجارب قليلة فيه وقد تكون مضاعفاته خطيرة".
ويعتقد د. بدر أن استخدام الأعشاب الطبية قد صاحبه الكثير من عدم الدقة والمبالغة في الوصف إلى الحد الذي دخل الدجل أو الخداع فيه.
ويشير إلى أنه "يبدو في الإعلانات بأن الدواء العشبي "الفلاني" له مفعول سريع وسحري، ولكن عند الاستعمال تنكشف الحقائق وتكون له تأثيرات جانبية" ناصحا بضرورة استشارة الطبيب لا أخذ الاستشارة من قبل أشخاص يدّعون العلم بهذا العلم البديل.
ويقول خبير الأعشاب عمر "إن الأعشاب المنزلية تكون بين أيدي الناس ويمكن الحصول عليها بسهولة حيث أنها تعالج الكثير من الأمراض مثل الحبة السوداء التي تنشط جهاز المناعة وتساعد في التخلص من السعال والارهاق".
ويضيف إلى ذلك الميرمية التي تخفض نسبة السكر في الدم وتخفف الوزن، والزعتر الذي يعمل على تنشيط الذاكرة والمهدئ للسعال والمخفف لنسبة الدهون في الدم والمستعمل أيضا لتنقية الجسم من السرطانات على اختلاف أنواعها
موضوع: الأعشاب الطبيعية وسائل علاج بسيطة لم يلغها تقدم الطب 
السبت 21 فبراير 2009 - 11:16
